ذلك هو عنوان الكتاب التي قامت بكتابته الأستاذة والصديقة والأخت الصغرى لي أروى الوقيان، لن أقوم بسرد ما تحتويه صفحات الكتاب لأترك لكم الفرصة بأن تبحثوا عن ذاتكم كما وجدت ذاتي في سطوره، ولكن سأقوم بعملية نقد موضوعي لما حملته طياته من حيث الشكل الأدبي والعمق الذاتي للكاتبة.
«في الهند.. التقيت ذاتي» عندما تقوم بقراءة أولى لصفحاته تشد انتباه القارئ بأن يسافر معها عبر صفحاتها ليعرف كيف وجدت ذاتها هناك؟ وبمعنى أدق نجد أن من السطور الأولى للكاتبة تجعل القراء في حالة شغف بأن يسافروا معها من خلال كلماته لعل وعسى ان يجدوا ذاتهم في الهند.
تلك هي البداية التي وفقت فيها كاتبتنا في اختيارها لفكرتها وهي «البحث عن الذات»، تلك النقطة تعد معضلة للكثير منا وهم يلهثون وراء مكنون ذاتهم وللأسف الكثير منا لا يجدها، وهنا تعطي لنا أروى الوقيان تجربتها لعل الكثير منا يستفيد منها من خلال «في الهند.. التقيت ذاتي».
بدأت رحلتها من الكويت تحلق في الفضاء لتصل السطور إلى الهند مصاحبة الكثير من الشخصيات التي تنتقل معهم في الكثير من الأماكن تتلاقى مع آخرين وتودع منهم الكثير وبرغم من عدة الشخصيات وتنوع الأماكن وتغير الأوقات إلا أن الربط كان بينهم بأسلوب وثائقي دقيق ممزوج بالمشاعر الإنسانية ومع تلك التوليفة الأدبية نجد ان الوقيان لم تقم بتغيير الأحداث ولم تغير من أبطالها فحاكت قصتها بأسلوب أدبي وقصصي بدرجة فائقة من فنية الكتابة الأدبية، فكتابة الأحداث والوقائع دون تحريف تمزجها مع الأسلوب الروائي والقصصي عملية صعبة جدا تحتاج إلى مهارة في فن الكتابة، قد يقول البعض انني أجامل ولكن الحمد الله أن الكل يعرفني بأنني كالسيف لا أعرف «التطبيل» ولكن هذا ما وجدته في قراءتي لأبحث عن ذاتي مع كاتبتنا «أروى خليفة الوقيان».
قد تشغلنا الظروف وتأخذ بنا الأحداث ويصيب البعض الغرور ويتناسى الآخر مجتمعه وهذا ما بدأت به الكاتبة نقطة بدايتها البحث عن الذات من خلال مساعدة الآخرين ومد يد العون لهم، إن الإنسان لا يشعر بما أنعم الله عليه إلا عندما يرى مصائب الآخرين وكما قالوا أهل مصر «إللي يشوف مصايب الناس تهون عليه مصيبته» تلك كان البداية التي تماشت بخط درامي متزامن مع الأحداث دون انعواج أو تشتيت لذهن القارئ بل أثرتنا كاتبتنا بوضع صور فوتوغرافية كما لو أنها أرادت أن تكون معايشتنا لكلماتها لا يتدخل فيها الخيال الذهني بل كانت تريد أن نقرأ من أرض الواقع لكي نجد ذاتنا من أبطالها.
ان كاتبتنا اخترقت كل قيود الكتابة وجمعت في كتابها صورة جديدة لتبحث عن ذاتها وبالفعل وجدت ذاتها عندما تميزت بكتابها وأخرجت لنا صورة جديدة في فن الكتابة وقامت بمزج الكثير من أنواع فنون الكتابة للتميز عن الآخرين وهذا ما يحسب للأستاذة أروى الوقيان، فهي جعلت من القارئ عندما يقوم بقراءة صفحاته لا يمل بتتبع الأحداث وجمعت جميع حواسه لتنصب في كلماتها وأحداثها بل لم تبخل على القارئ بأن يشاهد ويتعايش مع رحلتها ليبحث أيضا عن ذاته لا من الخيال بل من واقعه المعيشي هذا ما قامت به «أروى» بأن تصل برسالة لكل من قرأ ولكل من سيقرأ أن ذات الإنسان من واقعه وليس من خياله، فها هي «في الهند.. التقيت ذاتي» فلماذا لا نبحث في واقعنا لنجد ذاتنا؟
مسك الختام: قالوها أهلنا: «الحب يطلع على بذره» ونعم البذرة لوالدنا وأستاذنا د.خليفة الوقيان.
Nermin-alhoti@hotmail.com