د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

The Mask


القناع أقدم عليه الإنسان في الماضي من أجل الحماية والمساعدة، لكن يبقى السؤال: حماية من ماذا؟ ومساعدة في ماذا؟

في الماضي، ونقصد قبل الميلاد كانت تستخدم الأقنعة في الحروب للحماية من سيوف الأعداء أو أي ضربة تأتي لهم من الآخر، وكانت أيضا تستخدم في توصيل الثقافة من خلال المسرح وتشخيص بعض الشخصيات التي تستدعى استخدام الأقنعة ليتمكن المخرج والممثل من توصيل المفهوم والرسالة الإعلامية المراد توصيلها بالشكل السليم للجمهور، وإذا قمنا بتتبع تاريخ القناع والأقنعة وأشكالها واستخداماتها نجد مع ذلك التاريخ فئة ضئيلة جدا في تلك الفترة كانت تقوم باستخدام الأقنعة لتخفي حقيقتها من أجل الخداع والمكيدة، واليوم نجد أن الحماية والمساعدة أصبحت لا تحتاج للحاجة الملحّة للأقنعة، فقد اقتصرت الأقنعة في تلك الآونة على التجميل والطب لنضارة الوجه وتجميله ومع اندثار والابتعاد عن القناع نجد الفئة التي كانت في السابق قليلة اصبحت في هذا الزمن قد نقول أغلبية قاموا بتطوير القناع وابتكار الكثير من الخدع في أقنعتهم من أجل المكائد والخداع والنفاق إلى أن أصبحت وجوههم بمرور الأيام وجوها زائفة لا فرق بينها وبين القناع.

في الماضي كان القناع مصدرا للحماية والمساعدة كما ذكرنا في السابق واليوم تفاقمت فئة المخادعين والأفاقين والمنافقين وقاموا بتطوير الأقنعة إلى أن جعلوا وجوههم أقنعة متلونة وهذا في حد ذاته إبداع ولكن ليس كل إبداع مفيد للمجتمع، فكثير من الإبداعات التي تبتكر تكون نواة خيرة، كأن يقوم البعض باستخدامها من أجل هلاك المجتمعات ومنها تلك الأقنعة التي أصبحت في الوقت الراهن تقوم على ضرب الفتن بين الفئات والتحذلق على الأفراد للوصول دون حق، بل إن تلك الأقنعة أصبحت تقوم على الكوارث البشرية فإذا قمنا بتعديد ما أصبحت تقوم بها تلك الوجوه الزائفة التي فقدنا مصداقية أشكالها نجد أننا أمام أشباح تشكل أنفسها متماثلة بأشكال بشرية إلى أن يصعب علينا بعدم التفرقة بينهم وبين أنفسنا، تلك هي الحقيقة فمع تطويرهم أصبحوا مبدعين بأن يجعلوا أنفسهم مشابهين لنا إلى أن أصبحوا أفرادا ناشطين في مجتمعاتنا لا نمتلك عليهم أخطاء ولكننا نعلم أنهم خطر على مجتمعاتنا وتبقى القضية معلقة إلى أن ينكشفوا على حقيقتهم وهذا يأخذ وقتا طويلا لكي ندرك من هم، وما هي نواياهم، تلك هي حصيلتنا مع الأقنعة التي تؤدي بنا إلى «محلك سر».

٭ مسك الختام: قالها أهلنا «بالويه منظرة وبالقفا مقص».

 

 Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا