د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

ليلة السابع

ليلة السابع هي إحياء ذكرى الإمام العباس بن علي بن ابي طالب لا لمقتله وكيفية استشهاده، لأن الأغلبية يظنون أنه توفي في ذلك اليوم وهذا غير صحيح، لأنه فارق الحياة في ليلة العاشر، أما ذكراها في ليلة السابع وتسميتها بليلة «أبو الفضل» فهي إحياء لمآثره الجليلة التي قام بها في ليلة انقطاع الماء عن أهله وأخيه الحسين سلام الله عليه ورفض أهل العراق أن يعطوا لهم الماء، فقام وجاهد وقطع الحصار ليجلب للأطفال الماء ولم يخش ممن تصدوا له ليمنعوه جلب الماء لأهله، تلك هي ذكرى السابع من المحرم بالمختصر المفيد في سطور قليلة تحمل من المعاني والأحاديث والقصص الكثير تداولت عبر تاريخ الأمة الإسلامية، فالعباس سلام الله عليه لا يقتصر فقط على أهل الشيعة بل هو أحد أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم أي ان العباس سلام الله عليه هو من الأمة الإسلامية.

كلماتنا اليوم مختصرة وموجهة لأناس يحملون في قلوبهم وعقولهم كثيرا من الفتن للتفرقة بين المجتمع الكويتي، فقد ولدنا ونحن لا نفرق بين شيعة وسنة وتربينا بينهم وعاشوا بيننا ولم نسمع ونقرأ كما نرى في الآونة الأخيرة من حدة الكلمات التي تصبو لتمزيق المجتمع لا الكويتي فقط بل أجزم الأمة العربية، فعندما اعتلت نبرة التفرقة من أناس لا يمتلكون من العمل غير البحث عن كيفية تمزيق وتفكيك الكويت صممت على الذهاب لإحدى «الحسينيات» لأسمع لا لتشكيك بل لتأكيد أن ما يقال في تلك الأيام ما هو إلا إحياء ذكرى عطرة لنأخذ منها عبرة في حياتنا اليومية ولتكون سطورنا اليوم ردا على أناس يقومون بوضع الافتراءات من أجل فتنة المجتمع.

في ليلة السابع قمت بالذهاب الى «ديوان الزلزلة»، وكان المحاضر السيد الجليل مصطفى الزلزلة وهو أهل لما سأسمعه، وبالفعل ما ذكر من قيم في تلك الليلة عن معنى الأخوة والتضحية من خلال الاستشهاد بالإمام العباس سلام الله والاقتداء بصاحب السمو الامير قائد الإنسانية وكيفية الدمج بين الاستشهاد والاقتداء والربط بين التاريخ والحاضر، أثرى المحاضرة وكانت حصيلتها إيجابية، تلك الحصيلة التي قد يتناساها البعض في زحام أعباء الدنيا هي الأخوة التي لا تقتصر فقط على النسب والدم بل الأخوة هي المجتمع ككل، وان التضحية لا تقتصر على الأهل فقط بل العمل والمساعدة لمحيطنا من مجتمعات وشعوب لا بد أن تكون سمة مجتمعنا الإسلامي، وخير مثال على الاقتداء به من حاضرنا هو والدنا صاحب السمو الامير «قائد الإنسانية»، فالإسلام هو رسالة التعاون والإخاء فمنذ أن قام الرسول صلى الله عليه وسلم وآخى بين الأوس والخزرج وجعل منهم وحدة ناصرة الإسلام كانت رسالة لكل الحضارات بأن الحضارة الإسلامية قائمة على الإخاء والتعاون والمحبة، فتلك هي رسالة الإسلام وذلك هم من يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم بداية من الإمام العباس سلام الله عليه ومن سبقوه إلى وقتنا الحاضر متمثلا بسمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وهو غرس قيم الحب والتعاون والإخاء لنكون مجتمعا يعمل على تطوير الإنسان ونشر المحبة والعمل على أن يكون الإسلام بين الحضارات الأخرى نبراس الإنسانية والمحبة للآخرين تلك هي ليلة السابع.

مسك الختام: من كلمات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في 29/12/2009 «ان أمن الكويت واستقرارها غاية الغايات، ومركز القوة الحقيقية في الدفاع عنها يكمن في نفوسنا نحن أهل الكويت، وواجبنا دائما أن نترجم شعار الولاء للوطن إلى سلوك ملموس، وأن نكون جميعا على رؤية واحدة في تجسيد مفهوم عملي واضح للوحدة الوطنية يحفظها ويصونها».

Nermin-alhoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا