د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

كده لا.. كده عيب


نسمع الكثير عن منظمات وجمعيات وغيرها من مجموعات تحمل شعار العمل على بناء مستقبل أفضل للطفل ولم نسمع عن فرد يقوم بحمايتهم، أبدأ كلماتي بعلامات استفهام من أناس يدعون أنهم حماة الطفولة وهم يتغاضون عن حماية الطفل، عفوا فما سمعته من كلمات لأغنية «كده لا.. كده عيب» وما شاهدته من تصوير لها عبر القنوات الفضائية جعلني أقف مندهشة ممن يدعون أنهم حماة الطفولة، وأقول لهم أين أنتم من «كده لا وكده عيب »؟

كنت أود ألا أذكر اسم الأغنية لكي لا أقوم بترويج لها فما تحمله من كلمات وما يحمله الفيديو كليب الخاص بها يجعلني اسأل: أهكذا نقوم على تربية أطفالنا؟ فما رأيناه من مناظر وسمعناه من كلمات وضعت في الفيديو كليب لا يسعنا الا أن نقول لمن قاموا بذلك العمل إن ما قدموه من فن رديء وأن تلك الرداءه لا تمت بمجتمعنا بصلة، إلا أننا نقول إن عنوان أغنيتهم «عيب»اسقاط لهم وليس للمشاهد.

قد يقول البعض إن الزمن تغير وأصبح وقتنا وقت «العيال سيس» كما يطلق عليهم أهل مصر وبرغم من وجود تلك الفئة في جميع المجتمعات العربية التي اصبحت ظاهرة يخشى منها الكثير إلا أننا نعمل على تغيير تلك الظاهرة وتطهير مجتمعاتنا من سلوكيات أدخلت على هويتنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية، واليوم نجد من يقوم بعكس ما نعمل عليه ويقوم بتثبيت ظواهر سلبية يرفضها الكثير من خلال «كده لا كده عيب» في شخصية أطفالنا.

كنت أود أن أقوم بالنقد الموضوعي لتلك الأغنية أو الأغاني الأخرى التي تأخذ طريق هدم جيل المستقبل ولكن لم أجد مادة إعلامية تحويها تلك الأغاني للنقد البناء، فكيف نبني ويوجد من يقوم بهدم الأمة العربية؟ إن تلك النوعيات التي تطلق على أنفسها إنها الإعلام الجديد وتواكب الحضارة ما هي إلا مخدرات أخذت طريقها من خلال الإعلام الفضائي لتصل إلى أذهان أبنائنا لتقضي عليهم فكريا ومعنويا، وها نحن اليوم نطالب ممن يدعون أنهم طوق النجاة لأبنائنا بأن يقوموا بتغيير نهجهم ويكفوا عن اجتماعاتهم ومحافلهم ويبحثوا عن قوانين تكون صارمة ورادعة في وجوه من يحملون شعار «كده لا وكده عيب».

مسك الختام: رسالة إلى الأمم المتحدة «مراجعة ميثاق حقوق الطفل» ووضع قوانين تحمي الطفل من المجتمع والإعلام الفاسد المقدم له.

 

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا