طوس، قد يعرف الكثير منا أنها مدينة «مشهد»، تلك المدينة التي أصبحت واجهة الكثير ممن يريدون زيارة الإمام علي بن موسى الرضا، سلام الله عليه. بعيدا عن الأماكن الدينية للكثير من الديانات والمذاهب يبقى لنا التاريخ وما تمتلكه تلك المدينة من تاريخ سواء على صعيد الزمن والدين والعلم يصعب على الأقلام تجاهله في الكتابة.
لن تكون كلماتنا ومحطاتنا عن تلك المدينة نابعة من التاريخ والعلم والدين لأن التاريخ وثق الكثير عنها كقصة الإمام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه ولن أخوض في علمائها ومساهمتهم في التقدم العلمي ولن أحدثكم عن كلمات «أبوالقاسم الفردوسي». ولكن محطات مدينتي اليوم هي من الواقع المعاش الذي عاصرته من أناس لا ينتمون لتلك المدينة بل آمنوا بتاريخها وعملوا ومازالوا يعملون لتواصل الجسور بين طوس والعالم بأكمله.
بدأت الرحلة من الكويت عندما قام الأستاذ عدنان الراشد بدعوة مجموعة من شتى الميادين العلمية والعملية لزيارة مدينة مشهد، تلك هي أول محطة، ذلك الجندي المجهول الذي قام بتجميع كل علوم وتاريخ تلك المدينة في جدول زيارة يستغرق 3 أيام ليجعلنا نطلع على معظم تاريخ المدينة سواء على الصعيد السياسي أوالثقافي والعلمي وغيرها من ميادين مسجلة في التاريخ وفي الحاضر أيضا بأهميتها وتقدمها.
وتأتي المحطة الثانية والوصول إلى «مشهد» طوس التاريخية لنلتقي بأحد شباب الكويت العصاميين والمستثمرين في تلك الدولة ويلتقي جميع الوفد بالترحاب والكرم، هو السيد جاسم أشكناني، تلك الشخصية التي أعطت للجميع سبل الراحة في الإقامة وتلبية جميع متطلباتنا بما جعلنا نشعر بأننا لم نغادر منازلنا، فإيمانه الديني ومحبته للأماكن الدينية المتواجدة في طوس جعلت منه سفيرا فوق العادة لمبادئه ومذهبه وجعلت منا محبين لكل ما تحمله طوس من جمال ديني وسياحي وثقافي وعلمي، فلا أملك من شيء إلا الثناء على مجهوداته ومباركة مشروعه ودعمه بكلماتي التي قد تكون بسيطة ولكن لا أملك غيرها لأقول له شكرا.
ونصل إلى المحطة الثالثة وهي الوفد الذي يصعب ذكرهم جميعا ومواقفهم، فذلك يحتاج مجلدات تذكر في تاريخ من حسن ثقافتهم وأخلاقهم، فكانوا مرآة مشرفة للكويت ولا يسعني إلا أن أقول للأستاذ عدنان الراشد: كنت موفقا في اختيارك يا ابو يوسف وعساك على القوة.
ونأتي لآخر محطة وأهمها وهم أهل المدينة الذين لم يجعلونا في لحظة أن نشعر بأننا غادرنا ديارنا وعندما نقول الأهل نعم جميعهم سواء من ذوي المناصب القيادية أو من عامة الشعب، فما وجدناه من ترحاب بالكويت وشعبها جعلنا نشعر بأننا في ديارنا ولم نتغرب رغم اختلاف اللغة، إلا أنها لم تعق التفاهم والتواصل السياسي والفكري والعلمي خلال زياراتنا لجميع أماكنها بل بالعكس وجدنا الاقتراب والتجاذب منهم لنا، فشكرا لأهل الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكرمكم وحسن استقبالكم وضيافتكم لأهل الجوار.
مسك الختام: باسم الله خالق الحياة والعقل.. الله الذي يرزق ويهدي.. الله رب الكون.
افتتاحية الشاهنامة ـ ملحمة الفردوسي.
Nermin-alhoti@hotmail.com