بالفعل ذلك السؤال: من أين أبدأ؟ كثيرون منا لا يضعونه أمام أعينهم عندما يقدمون على إنجاز عمل أو تصرف ما، فلو- وكلمة لو تفتح عمل الشيطان ورغم هذا نقوم باستخدامها مجازا- فلو كل منا قام بوضع خطته للعمل الذي يريد أن يقوم بإنجازه أو البرنامج الذي يود تنفيذه ويكون مفتاحه: من أين أبدأ؟ فستكون خطته متميزة وعلى مستوى عال من التنفيذ على أسس سليمة.
من أين أبدأ؟ عندما يقوم الفرد بتوجيه السؤال لنفسه لكي يضع مخططا لعمله أو برنامجه، ذلك السؤال يقوم بفتح الكثير من الشعب والاستفسارات عندما يقوم الفرد بعمل خطته، فنجد عندما يقوم بوضع ذلك السؤال مفتاحا لعمله يبدأ بالتركيز على أهمية العمل الذي سوف يقوم به ومن ثم يقوم بالتفكير في الاستفادة منه وأيضا المستفيد من عمله ومن ثم يضع حلولا كثيرة إذا استعصى عليه بعض الأمور لتنفيذ عمله أو مخططه، ومن ثم تأتي له الأفكار في كيفية خدمة محيطه بمخططه، كل هذا يندرج تحت: من أين أبدأ؟
ولكن اليوم نجد أغلبية من يقومون بمخططاتهم سواء على صعيد العمل أو الحياة اليومية يقومون بالعمل دون مخطط، أي لم تقتصر قضيتنا اليوم فقط على وضع السؤال مفتاح الخطة، بل أصبحت المجتمعات أغلبيتها تتعايش مع الحياة دون خطة ودون هدف ودون مفاتيح تحدد مسار حياتها.
من هنا نجد أن الأغلبية وهم كثيرون في مجتمعاتنا أصبحت أعمالهم وأفعالهم تتصف بعدم المعرفة الكاملة، بل نجد خطاهم لا تترك بصمة في محيطهم كما لا نجد لما يفعلونه صدى أو انعكاسا على مجتمعهم، وكل هذا سببه أن ما قاموا به من فعل لم يعدوا له مخططا وقنوات تدرج من خلاله أعمالهم وأفعالهم، ومن هنا اصبح ما قاموا به لا يحتوي على معنى العمل ولا مفعول الفعل، والسبب أنهم لم يسأل كل منهم نفسه: من أين أبدأ؟
* مسك الختام: قال الشاعر أحمد شوقي
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا
Nermin-alhoti@hotmail.com