د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

قارورة علي!

قبل الحديث عن القارورة والخوض في أبطال قصتنا لابد أن نشير الى أن قصتنا من الواقع المعاش، فهي ليست سطورا كتبت بين طيات رواية أو قصة قصيرة، أبطالنا من مجتمعنا، وقد نجد ما سنسرده من أحداث يحدث في مجتمعات أخرى مع اختلاف البيئة المعاشة للأبطال.

تبدأ قصتنا عندما قامت إحدى النساء ممن يتابعون مقالاتي بمحادثتي هاتفيا وقبل أن أكتب سطوري عن مشكلتها أخذت منها الإذن في الكتابة وأعطت لي مطلق الحرية فيما سوف أسرده من سطور لكم، بدأت القصة بدموع انبعثت من القلب قبل العين بدأت بطلتنا بسرد قصة زواجها من شخص يكبرها بخمسة عشر عاما، يمتلك من العلم والمكانة العلمية والعملية مكانة مرموقة، كما أن بطلتنا تناصفه تلك المكانة أيضا، فمن حوارها استشففت أن العلاقة الزوجية بينهما تحتفظ بالكثير من الاحترام والود مما يحملانه من علم وتربية تجعل حياتهما الزوجية تبنى على أسس سليمة، بطلتنا هي الزوجة الثانية لبطلنا «علي» وهو المحور الأساسي لقصتنا، فبطلنا يمتلك قبل زواجه من بطلتنا أسرة كاملة من زوجة أولى ولديه منها وأبناء وبنات وأحفاد، أما الزوجة الثانية التي اكتمل على زواجهما أكثر من عام فلم تنجب لأن الله لم ينعم عليها بنعمة الإنجاب، وأعتقد بأن بطل قصتنا اعتبرها صفة جعلته يقدم على الزواج منها، بل ما يجعل الكثير يرغبون في الزواج من بطلة قصتنا بأنها وحيدة فقدت أسرتها بأكملها، أي لا تمتلك من الظهر ما تسند إليه في مشاكلها، بدأت الأحداث تتصاعد بعد قصة حب جميلة لم تدم الكثير من الأيام، فأخذ الزوج في إهماله المتكرر لها وعدم السؤال عنها بالأيام ونسيانه المتعمد في الإنفاق عليها، بل نجد ان الهجران والشح أصبحا سمة لحياتهما الزوجية إلى أن أصبحت الإساءة والذل السمة البديلة لتلك الحياة، أصبحت تلك المرأة فاقدة لكل شيء وأهم ما فقدته هو الحنان الذي أصبح لها أملا تعيش من أجله وتنتظر من يحنو عليها ولكن للأسف لم تجده لأنها لم تفقد فقط أسرتها، بل ان جبروت زوجها جعلها تفقد الأصدقاء، وأصبح الشك يسود حياتهما في كل شيء، هي الآن تعيش بمفردها تنتظر منه ليس الزيارة، بل الاتصال، أصبحت حياتها تقوم على انتظار مكالمة هاتفية ليسأل عنها ويتفقدها، ولكن للأسف تمر الساعات والأيام والاتصال مقطوع وتصبح أسيرة بين جدران الحياة لا تمتلك من تتحدث معه وتشتكي اليه، ويبقى السؤال لبطلنا: متي يسدل الستار يا عم «علي»؟!

مسك الختام: رفقا بالقوارير.

Nermin-alhoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا