أفتخر بأن والدتي مصرية
في الماضي عندما كان الجهل يسود بعض الفئات في مجتمعنا كنا نجد نزعة التفرقة والتمييز بين الأصول والأجناس متواجدة بكثرة وبشدة، فنجد على سبيل المثال لا الحصر كثيرا من حالات الزواج في السابق لا تتم والسبب التشدد في العرقية أو اختلاف الدول، بل كنا نجد في الماضي عندما يقدم شخص أيا كان جنسه من الطرفين إذا كانت والدته لا تنتمي لمجتمعنا يصبح همس المجلس وتداوله جملة «ما عليه الأم......».
اليوم ونحن في الألفية الثالثة نجد أن تلك الفئات إلى الآن متواجدة في مجالسنا بل في حياتنا اليومية على الرغم من أن العلم لغة عصرنا ورغم التطوير والتحديث إلا أننا إلى الآن نشتاق إلى الجاهلية، بالأمس كنت أحادث أحد الأشخاص الذين ينتمون لفئة التمييز والتفرقة بين الأجناس وقام من خلال حديثه بذكر مثل كويتي قديم جدا وإذا بي أقوم بالسؤال عن معنى المثل، فكان الرد هو جارح ليس لإنكار موطن والدتي بل الجرح بأننا نمتلك إلى الآن من يقوم بالتفرقة بين الشعوب والحضارات، كان الرد على سؤالي وبسخرية: نسيت بأن أمچ مصرية.
بعيدا عن إجابتي عنه والتي كانت درسا له في احترام الشعوب والأجناس، إلا أنني أستغرب انه إلى الآن نمتلك تلك العقليات في مجتمعاتنا، للأسف تلك العقليات الفارغة بأهمية الحضارات الأخرى التي إلى الآن تنظر للشعوب نظرة قد تكون دنيئة ظنا في معتقداتهم بأنهم شعب الله المختار، مع العلم أن الله عز وجل لم يفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى هذا إذا أخذنا قضيتنا على الصعيد الديني، أما إذا نظرنا لمحورنا من خلال الدنيا نجد أننا أصبحنا أمة تمازجت منذ قرون بين البلدان والأجناس وهجرنا الصحراء منذ عهود كثيرة وأصبحنا مجتمعات مدنية تنادي بالمساواة وعدم التمييز بين الذكر والأنثى، ورغم تلك المدنية إلا أنه إلى الآن نجد من يفرق بين الأشخاص ويقوم بتصنيفهم وفق الأسياد والعبيد.
ورغم هذا وذاك في نهاية كلماتي ليس بوسعي إلا أن أقول: إنني افتخر بأنني ابنة لبنت النيل.
٭ مسك الختام: «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا» رحم الله مصطفى كامل.
Nermin-alhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا