بدأت القصة عندما تم التعارف فيما بيننا من خلال زوجها الذي يعمل معي في مجالي الفني نفسه، من أول وهلة تشعر براحة لا توصف عندما تنظر إليها، بل انها بهدوئها وصمتها الجميل تجعلك لا تقف في الحديث سواء عن العمل أو حياتك الشخصية، وعلى الرغم من قصر المدة التي تعرفت عليها إلا أنني وجدتها معي في وقت الشدة، ومن الممكن أنها لا تمتلك الكثير لكي تقدر أن تساعدني ولكنها لديها أقوى من المال والزمن، لديها العقل الذي قد يفقده المرء عندما يصاب في لحظة ما بالفشل والاحباط، وهذا ما وجدته عند «مي».

في بداية الأسبوع اشتد عليّ المرض ومع الألم تراكمت عليّ بعض الهموم سواء على صعيد العمل والحياة ايضا، وفي ذلك الوقت وجدت اتصالا منها للاطمئنان علي، ذلك الاتصال الذي كان لي متنفسا في الحديث عن أشياء كثيرة ابتعدت عن الألم الجسدي واصبح الحوار يدور حول الألم المهني والدنيوي، وجدت تلك الطفلة، وتعذرني بأنني أقول طفلة لأنها بالفعل تحمل الكثير من براءة الأطفال والصدق في مشاعرهم، تقول لي: «لو سمحت أبعث لك فيلما قصيرا على «الواتساب» ممكن تشوفيه؟».

وبالفعل قمت بمشاهدة الفيلم الذي يحتوي على لحظات وليس دقائق، وعلى الرغم من قصر مدته إلا أنه كان يحمل رسالة معنوية وجميلة جدا مختصرها أن بعض البشر يقومون بهدم الإنسان ويسخرون من ألمه وعمله، وعلى الرغم من هذا الإحباط إلا أنه لابد أن يكون دافعا للإنسان بأن يكمل طموحه ولا يقف أمام من يدعون أنه فاشل، بل يأخذ من فشله طريقا لنجاحه، تلك الرسالة التي كانت نقطة التحول لي بأن اكمل، والقوة التي جعلتني أتناسى ألمي، والطاقة التي جعلتني أقوى على همومي، واللحظة التي جعلت «مي» تُذكر مدى العمر.

٭ مسك الختام: «صديقك من صدَقَك لا من صدّقك».


Nermin-alhoti@hotmail.com