السقاف.. تحيي المسرح الغنائي
منذ أيام كنت في نادي السينما للإدلاء بصوتي في الانتخابات التكليمية الخاصة بالنادي.. «ألف مبروك لجماعتنا» ومع إدلاء الصوت انتهى جدول الأعمال الخاص بي لأذهب إلى منزلي للنوم بعد يوم كان يحمل بين ساعاته ودقائقه عبئا ذهنيا وجسديا، وعندما كنت أسير في ممرات النادي سمعت موسيقى اشتاقت مسامعي لها وهي الموسيقى العربية وإذا بي أقف أمام ساحة كبيرة تمتلئ بشباب من الجنسين لديهم من اللياقة البدنية الكثير مما يجعلنا من أول وهلة، نعتقد أنهم فرقة باليه تزور الكويت وهنا تناسيت التعب والإرهاق ووقفت أسمع وأنظر بمتعة لأشبع الجانب الثقافي في ذهني وقلبي ومسامعي التي فقدت ذلك الإحساس الثقافي منذ سنوات.
لن أكتب عن العمل ولن أذكر ما هو ليكون مفاجأة الثقافة الكويتية كما عرفت أنه سيقدم مع بدايات شهر أكتوبر «بإذن الله»، ولكن ما سأسلط عليه هو أنني أخيرا وجدت من يتبنى الثقافة في مجتمعنا، في هذا اليوم ورغم الإرهاق الذي كان يتملك جسدي وفكري إلا أنني عندما استمعت إلى نغمات العود والطرب الأصيل وامتلأت عيني بزهور تتناغم على تلك الأوتار فصرت كطفلة تناست الإرهاق وتريد ألا تنام لكي تسمع وتشاهد وتمتع ثقافتها بثقافة افتقدتها منذ أعوام، ذلك ما رأيته أثناء تمارين الممثلين للعمل المسرحي الذي يندرج تحت المسرح الغنائي، موسيقى وإيقاع كتبت بدراسة فائقة تغزو العقل قبل الفكر تجعل من يسمعها يشعر بأنه في ربوع التاريخ الأندلسي وبعد التشبع من النغمات الموسيقية تبقى في هذا الحلم المسرحي الغنائي لتكمله بالنظر لتلك الممثلين الذين يحملون من الرشاقة في كل شيء سواء الخطوة والحركة والإيقاع واللياقة التي تجعلك تشعر بأنك فراشة ترفرف على أزهارها لتملأ ناظريك برحيق الأندلس.
وبعد دقائق من الدهشة والمتعة سألت من بجانبي: هل هم فرقة أجنبية؟ فإذا بي أجد الإجابة بأن ما أراه عمل كويتي، ففي الوهلة الأولى لم أصدق ولكن بعد محادثتي للمشرف العام للعمل أصبحت على يقين بأنه أتى اليوم في أن استخدم كلمة عندنا والاستغناء عن كلمة كان، تلك هي المايسترو التي غيرت من القاموس الثقافي الكويتي وجعلت من أعمالها الاستغناء عن كان لتصبح مازال، فهذا ليس بجديد عليها بأن تحمل عبء الثقافة على كتفيها لتكمل مسيرة والدها رحمه الله، فهنيئا لك يا كويت وهنيئا لنا مثقفين ومبدعين بأن نمتلك مايسترو مثل «فارعة أحمد السقاف».
مسك الختام: خير خلف لخير سلف.
Nermin-alhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا