عندما كنت أتسوق في الجمعية لشراء بعض الأغراض الخاصة بالمنزل توجهت بالسؤال لأحد موظفي الجمعية على الموعد الذي سوف تنزل فيه الأغراض الخاصة بشهر رمضان «مبارك عليكم الشهر مقدما» وإذا بالموظف يقولي لي: بعد كم يوم، «بس حطي في بالك السنة دي ما فيش قمر الدين!» فقلت له بدهشة: رمضان من غير قمر الدين «إزاي كده؟» وإذا به يرد بالإجابة: للأسف الشديد السنة دي مفيش عشان الظروف إللي في سورية.
وهنا انتهى الحوار بعدما تشكرت له على المعلومة وهنأته بالشهر الكريم مقدما داعية له بأن يتمم علينا الشهر بخير ورجعت إلى مشترياتي لكي أكمل النواقص منها وأثناء تسوقي استحضرت ذاكرتي مشاهد الأطفال في الشام وهم يبكون من الجوع واليتم بعد فقدان والدهم ومنازلهم، لن أنسى نساء سورية وهن يناشدن الأمة العربية بأن يكفوا عن «ثقافة الكراسي» وأن يراعوا الله في بلاد الشام، ومن هنا وهناك أصبحت الافكار والذكريات كما لو أنها شريط يعاود المشاهد من جديد في مخيلتي، شعرت بأن شهر رمضان لن تكتمل فرحته ليس لعدم وجود قمر الدين وعدم مقدرة تصديره من سورية، بل لأنه يوجد من أمة الإسلام من يشعر بالعطش والجوع، ومن أصبح يتيما دون وجه حق، ومن فقدت الزوج وأصبحت أرملة وهي في مقتبل العمر، فالقضية لم تصبح قمر الدين فحسب بل هي مصيبة شعب بأكمله يفقد أبناءه من أجل «ثقافة الكراسي».
مسك الختام: «فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا» سورة الكهف(10).
Nermin-alhoti@hotmail.com