د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

هل أنتم حرورائيون؟

 تبدأ قصتنا من حروراء، تلك المنطقة التي تقع خارج الكوفة ذلك هو المكان، أما زمن أحداث قصتنا التي يعرفها الكثير ففي زمن الإمام «علي» كرم الله وجهه، يبدأ نسيج ذروة حبكتنا بأهل حروراء الذين كانوا يتسمون بحفظ كتاب الله والزهد والعبادة، وبالرغم من هذا التعبد والخشوع إلا أننا نجد أكثر من 20 ألفا من تلك المنطقة قاموا بنسج الصراع عندما قاموا بتكفير الإمام علي رضي الله عنه وادعوا أنه لم يقم بتطبيق الشرع الشريف وحكّم الرجال في قضية قتاله مع جيش الشام، ولتعقيد الأحداث ادعوا أنه لم يحكم بحكم كتاب الله عز وجل، ومن هنا بدأ تصاعد الحدث إلى أن وصل إلى ذروة الحدث عندما قام أهل حروراء بتكفير الإمام علي رضي الله عنه ومن معه، وأخذ الصراع في التأزيم عندما قام حرورائيون بتكفير الإمام علي وكل من يتبعه، ونسبوا لأنفسهم فقط الإسلام وأنه هم الحق وهو الباطل، ومن هنا انطلق الصراع بالتصادم لوضع النهاية والتي انتهت بغزوة «النهروان»، ورغم تواجد الزمن والمكان والقوتين المتضادتين إلا أن أساس الصراع ما هو إلا أكذوبة.

من منا يستطيع أن يكفّر حبيب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن منا يستهويه قلبه بأن يتلفظ بمن كرّم الله وجهه عن باقي سائر البشر بأنه لم يطبق شريعة كتابه، من هنا تبدأ قصتنا من حيث انتهينا، نستمد الماضي لنحاكي الحاضر، كم من أناس في حاضرنا أقاموا صراعاتهم على اسس الكذب وادعاءات مغرضة وافتراءات ملفقة، كم من حرورائيين يقيمون فقاعاتهم الكاذبة التي أصبحت كتلا تداهم الكثير من مجتمعاتنا، بل رموز اتسمت بالأمانة والشرف والغرض منه زعزعة الأمن والاستقرار في مجتمعاتنا، هل هم بالفعل حرورائيون؟

في كل الحالات حتّم علينا الوقت والوضع الراهن أن يكون حكمنا وعقابنا لكل من يريد زعزعة أمننا ونشر الفساد في مجتمعاتنا مثلما حكم الإمام علي رضي الله عنه على الحرورائيين في غزوة «النهروان» عندما قام بقتل الفساد وبتر الرقاب، قد يستغرب البعض لماذا وقع الاختيار على تلك الواقعة؟ وقد يندهش الآخر هل أنني اقوم بتشبيه البعض بالإمام علي كرم الله وجهه؟

من هذا وذاك تكون إجابتنا بأن مهما كنا مصلحين لا نقدر الوصول لأهل الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن ما أجمل أن نستعين بتاريخنا العظيم، فمن مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته والصحابة والخلفاء الراشدين إذا قمنا بالامعان في تاريخهم وكيفية التصرف في الكثير من المشاكل سواء أكانت اقتصادية أو سياسية أو غيرها من الميادين التي تخص المجتمع نجد أنفسنا نقف أمام بحر من العلوم التي تشمل الكثير من الخبرات العملية والعلمية بل نجدها تفوق التجارب المستوردة المبنية على أسس الأجندات الخارجية والتي أصبح متواجدا منها الكثير في مجتمعاتنا ظنا بأنها هي الحل لنا مع العلم أن من قام بجلبها لنا ما هم إلا «الحرورائيون».

* مسك الختام: عن عبدالله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم». صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا