د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

«حنتريش التعليم»


لكل مجتمع لهجة خاصة به تميزه في بعض المفردات والمصطلحات المتعارف عليها بين سكان هذا الكون، وإذا أخذنا على سبيل المثال لا للحصر مصطلح «حنتريش» الذي يستخدمه أهل الكنانة عندما يقوم بعضهم باستخدامها من أجل الفكاهة والتعليق على موضوع لا يصدق وأنه من واقع الخيال فيكون تعليقهم: «حنتريش بالأجنحة المحلقة» أي ما يذكر عليهم من موضوع ما هو إلا خيال يسبح بأجنحة ويحلق في سماء الخيال، ولكن إذا انتقلنا إلى القدس نجد أن المصطلح يسلك مسار التراجيديا، حيث نجد أن الأسرى الذين يمكثون في سجون المحتلين الصهاينة يستخدمون «الحنتريش» كرمز فيما بينهم كدلالة للسجائر، وإذا رجعنا الى اللغة العربية نجد أن ذلك المصطلح لم يأت من فراغ بل ان له أصولا لغوية وتعني «أفسد» بعد حذف حروف الزيادة ومن هذا التحليل نستخلص أن «الحنتريش» ما هو إلا أكذوبة تقوم على الفساد أو من أفسد يقوم على الكذب ليبرر ما أفسده أو ما يستخدم لإفساد الصحة ومن هذا وذاك نجد أن إطلاقنا على التعليم في مجتمعنا ما هو إلا «حنتريش».

«حنتريش التعليم» ذلك الصرح الذي أنشئ لكي يصلح ويكمل مسيرة التربية لأبنائنا ويثمر للمجتمع أجيالا تأخذ من العلم التعليم العالي ولكن ما نشاهده من «الحنتريشيات» التعليمية على مدار أكثر من 30 عاما ما هو إلا فساد نتج عنه بأن أفسد ما كان لا بد أن يكمله وهو التربية، نحن لا نعمم بأن الكل يمتلك «الحنتريش» في ذلك الصرح ولكن الأغلبية في ذلك المكان أصبحوا «محنترشين» أو مدمنين على «الحنترشة».

تلك هي الحقيقة التي توجب في وقتنا الراهن أن يكون التدخل قرارا سياديا لتوقيف ذلك الفساد الذي أصبح بذرة منغرسة منذ انشاء تلك المؤسسة، كم من أعوام وجهاز المحاسبة يبعث بتقارير تحمل كما من الأخطاء سواء على الصعيد الإداري أو القانوني أو المالي أو الابتعاثي ونفاجأ بأن الحلول تغيير من لا يقدر على القضاء على «الحنترشة» في تلك المؤسسة.

فإذا قمنا بضرب مثال لا للحصر على «الحنتريش التعليمي» في إحدى إداراته التي تمتلك الكم الهائل من القضايا التي تمكث بالشهور في أدراج البعض ولا ينظر لها ولايبت في قراراتها، والسبب أن «حنتريش» العقود أبدي من مصائر المجتمع بأكمله، ومثال آخر من بعض «الحنترشيات» المالية البسيطة مكافآت الطلبة التي كم من المرات يتم تأخيرها على أبنائنا في غربتهم والسبب أن «حنترشيات» المهمات والأعمال الممتازة واللجان الوهمية بدئ بصرفها لمن صنعوا «الحنترشة» والمدمنين عليها، وكم من الحنترشيات في ذلك الصرح الذي وجب علينا الآن أن نطالب بأن يكون التدخل أمرا سياديا للفصل ما بين التعليم والتربية تمهيدا لمن سيأتي في المستقبل ويكون صاحب القرار للقضاء على «حنتريش التعليم».. والله من وراء القصد.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا