هؤلاء
عندما نرجع إلى قواميس اللغة العربية نجد أن «هؤلاء» تنصب في معنى واحد وهو أنها كلمة مركبة من هاء التنبيه وؤلاء اسم إشارة للجمع وهي اسم إشارة يستخدم للذكور والإناث. ذلك معناها لكل من ينطق بحرف «الضاد» وتلك مفاهيمها لكل من قام بقراءة لغة القرآن، ولكن إضاءتنا اليوم ليست حول معانيها أو كيفية نطقها ولا بتوظيفها في لغتنا، ولكن إضاءتنا غير واضحة المعاني لمن قام باستخدامها.
تبدأ قصتنا مع شخصية كنا نظن في الماضي أنها شعلة من الأمل للضعفاء والمرضى، ولكن بعد «هؤلاء» وجدنا ذلك الأمل ما هو إلا سراب، بدأت الحكاية عندما طلبت من إحدى السيدات اللاتي يمتلكن قضية وينادين من أجلها سيرتها الذاتية لكي أقوم بضمها في كتاب أقوم الآن بكتابته يحمل بين طيات صفحاته الكثير من النسوة اللائي أثرين الحركة النسائية سواء في العمل النسائي التطوعي أو السياسي أو الرياضي وغيرها من الميادين التي قامت على بناء المجتمع الكويتي، ومن أهم تلك الشخصيات والمجالات هؤلاء النسوة اللاتي استشهدن واعتقلن إبان الغزو الغاشم، وبعد انتظار طالت مدته فوجئت برسالة قامت تلك السيدة بإرسالها عبر الهاتف، تحمل تلك الرسالة سطورا محددة المعنى والكلمات وهي «أرفض وضع اسمي مع هؤلاء».. انتهت قصة السيدة بكلمة «هؤلاء» وبدأت كلماتنا من حيث انتهت.
سطورنا لا تسلط فقط الضوء على تلك المرأة لأن مجتمعنا يحتوي على الكثير من تلك الأنماط الذين يأخذون من قضايا المجتمع قناعا يحجب زيفهم، وهنا نقول لهم من «أنتم»؟
فلولا «هؤلاء» ما كنتم «أنتم» متواجدين على الساحة الإعلامية والعالمية، فأنتم يا من تمتلكون في أذهانكم كلمة «هؤلاء» ما أنتم إلا أقنعة باهتة اللون تخفون من ورائها حقيقة كبريائكم ونظراتكم المتغطرسة على «هؤلاء»، فكم منكم وأنتم الأقلية في مجتمعاتنا تتاجرون بقضايا «هؤلاء» من أجل الظهور الإعلامي، إن« هؤلاء» هم من منحوكم قيمة واحترام المجتمع لكم «أنتم».
في ذلك العصر أصبحت تلك الأنماط متفشية في مجتمعاتنا، وهم يتاجرون من أجل وجودهم على حساب وجودنا، كيف نؤمن بأناس لا يعتقدون أننا جمع لا تفرقنا أي من أسماء الإشارة؟ إلى متى ونحن نسمع: من هؤلاء؟ وإلى متى لا نقدر أن نقول لهم: من أنتم؟
مسك الختام: يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «من تواضع لله رفعه الله».
Nermin-alhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا