د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

المامبو السوداني

 بعيدا عن الأغنية وأسطورة المنشأ إلا أننا اليوم نقوم باستدعاء الماضي الذي يقتصر فقط على الاسم لكي نحاكي الواقع، فواقع مقالتنا تدور أحداثه في إحدى المدن الخليجية التي كنت متواجدة بها من خلال أحد المهرجانات الثقافية الخاصة بالطفل.

تميز ذلك المهرجان بضيوفه الذين تجاوز عددهم أكثر من مائة ضيف من كل أنحاء العالم جميعهم مختصون في بحور علم الطفل، وفي إحدى الندوات والتي كنت مشاركة فيها من خلال ورقة علمية عن الألعاب الشعبية وأهميتها للطفل كان يشاركني أحد المختصين الذين ينتمون لمنشأ «المامبو السوداني».

نحن هنا لا نسلط الضوء على التفرقة في الجنس «والحمد الله مو هذي طباعينا» ولكن كلماتنا تحاور قضية قد لا يراها البعض مع العلم بأن الأغلبية يدركونها، قصتنا تتلخص أحداثها عندما قمت بالإشادة بإحدى الدول الخليجية التي كان يوجد معها في تلك الآونة اختلاف على بعض الوجهات السياسية، وبعد انتهائي من حديثي كانت هناك مداخلة من أحد المؤسسين التربويين لتلك الدولة التي قمت بالإشادة بها وإذا به يقوم بتأكيد ما ذكرته من تجارب علمية تمت بالفعل في دولتهم ويثني على ما قلته من خلال ورقتي العلمية، وبعد انتهاء المحاضرة أخذ الكل بالخروج من القاعة ناداني الدكتور «المامبو السوداني»: يا دكتورة.

فأجبت: نعم أستاذي.

قال: لا تغضبي مما قاله ذلك الرجل فأنا أعلم أن دولتكم على خلاف مع دولتهم.

وهنا أجبته باستغراب شديد: عفوا، من قال ذلك؟ أستاذي لا تحكم من خلال الإعلام الذي يقوم بتكبير كل شيء في تلك الآونة من أجل التأزيم، ثم الذي لا تعرفه بأن من تقول بأنه أغضبني من حديثه هذا غير صحيح لأنه اشاد بما قلته، ثالثا والذي لا تعلمه بأن ذلك المعلم هو أستاذي لأنني أعرفه معرفة قوية وأخيرا الذي لا تعلمه يا سيدي أن من تتحدث عنه واقف خلفك وسمع حديثك.

وهنا انتهى الحديث ونحن نضحك أنا وأستاذ التربية أما « المامبو السوداني » فاختفى عن النظر لدرجة أنه لم يصبح له وجود نهائي في المعرض بعد الاحراج الذي وقع فيه وهو لا يعلم أن نتيجة الفتنة سوف تكون عاقبتها ذلك.

ان «المامبو السوداني» قد نجد البعض منهم في مجتمعاتنا الخليجية وهذا لا يشترط فقط في محيط تلك المنطقة بل الكثير من المجتمعات الدولية تسعى لنشر الفتنة في الخليج وتمزيق الوحدة الخليجية وهذا ليس كرها لنا بل هو خوف من أن نسبقهم ونعلوا عليهم، وهذا لا يعني أن الأغلبية هكذا فيوجد من يحب الدول الخليجية ويدعم وحدة صفوفها فكما قال المثل: «إن خليت خربت».

مسك الختام: يقول ابن تيمية: «الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء».

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا