د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

ثقافة الكراسي

 أشرنا في مقال أمس الى قلة من المتسلقين الساعين للوصول إلى الكراسي من خلال ما يرد إلى مسامعنا من أحاديث عن مختلف الدول، وكنا نعتقد أن الأمر مجرد بؤرة فاسدة محدودة لن تتفشى في مجتمعاتنا، ولكن اليوم نجد أن تلك البؤرة ترعرعت بين الشعوب إلى أن أصبحت ثقافة ولكن لا تدرس بل تورث.

ثقافة الكراسي كانت في الماضي تقوم على معرفة بعض الشخصيات للتسلق من خلالهم ونيل المناصب، أما اليوم فأصبحت لا تقتصر فقط على المعرفة والود بل أصبحت مكايد ومخططات تبنى على هدم الإنسان البناء ومحب لوطنه، تلك هي معادلتنا الحسابية، تشمل الطرح والجمع بينما لا تقبل القسمة وإنما تقبل ضرب كل من هو نزيه.

تلك الحروب الثقافية الفاشية التي توضع وترسم خطوطها لتتلاقى جميعها في نقطة واحدة وهي «الكرسي»، قد يسأل البعض: ما هو الجديد في ذلك فالفساد عنصر أساسي موجود في جميع المجتمعات؟ وقد يقول البعض: تلك هي سياسة وإستراتيجية المحسوبيات، لكننا لا نعلم من يضع تلك الاستراتيجية، وبين هذا وذاك نجد أن الأغلبية تسلط الضوء على الشكل وتنسى البحث في التكوين، وتلك هي ثقافة الكراسي «التكوين» التي تخيط شبكة الفساد على كل من يقول: «لا من أجل المجتمع».

تلك الخطوط والتشكيلات الهندسية قد تكون ثلاثية الأضلاع أو سداسية أو ما شابه ذلك من الأشكال الهندسية المتعارف عليها نظريا أما ما تحتويه تلك الأضلاع من محتوى فما هو إلا تكوين فاسد لا يستطيع المرء الطبيعي أن يفكك عفونة أضلاعها وبالرغم من فساد تلك الأشكال إلا أن لكل شكل أضلاعا صحيحة ومنها تقوم ثقافة الكراسي لإخفاء تلك الأضلاع للوصول إلى الكرسي، والسؤال هنا: ما الطرق والسبل لهدم الأضلاع الصحيحة وتبديلها بالفساد؟

إن الطرق كثيرة للفساد ولا تحتاج جهدا ممن يريد ذلك، وكلماتنا اليوم لن تقوم بالبحث في تلك المكايد ولا تناقش مؤامرات بنيت لهدم المجتمع، حروفنا اليوم تسلط الضوء على ثقافة وطن ومن يقوم بوضع إستراتيجيته، أين هم بمن يقوم بتبديل ثقافة مجتمعاتنا ليصبح الفساد هو أساس المجتمع؟ أين ميزان العدل فيمن يوضع على الكراسي؟ أم أصبحت ثقافتكم من ثقافة الكراسي؟

مسك الختام: صدق المتنبي عندما قال:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم


Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا