يا الله.. صبوها القهوة وزيدوها هيل
مع احترامي لمن قام بكتابة الأغنية ومن قام بتلحينها وتغنى بها ولكن تذكرتها وقمت بترديدها بصوت منخفض عندما شاهدت ما شاهدته وأنا في الطائرة، بدأت الحكاية بعد الإقلاع عندما رأيت رجلا «شايب» يقوم بفتح حقيبة معه وإذا به يخرج منها «دلة قهوة وفناجين» وأخذ يصب لمن بجانبه ولنفسه أيضا وهنا أخذتني الضحكات دون أن يراني أحد، لكي لا يأخذها ممسكا علي، وإذا بي أقوم بترديد «يا الله صبوها القهوة وزيدوها هيل».
بعيدا عن اسم شركة الطيران التي قمت باستخدامها للتنقل من الكويت إلى الجهة المراد الوصول إليها وبعيدا عن موقف المضيفين الذين لم يستطيعوا الكلام، ومنع الراكب احتراما لعمره، ومع استمرار الحال «الدلة والضيافة» لحين الوصول، تنتهي قصتنا وتبدأ قضيتنا وهي «سلوكيات».
إذا قمنا بحسبة صغيرة لعمر ذلك الرجل فسنجد أنه في أواخر السبعينيات أي من مواليد 1945م تقريبا أي إن شبابه واكب الانفتاح وعاصر الدولة الحديثة أي لابد أن يكون لديه ولو بعض الشيء من الضوابط والسلوكيات المتحضرة واحترام الآخرين وكيفية ركوب الطائرات، ولكن للأسف قضيتنا لا تقتصر فقط على «الشايب» بل إضاءتنا اليوم تسلط الضوء على أغلبية الناس في مجتمعاتنا، الذين أصبحوا يقومون بسلوكيات عشوائية، كما لو أننا اصبحنا نعيش في العصور الحجرية.
مع تواجد الثورات العربية، أصبحت سمات ثوارها كسر كل التقاليد والقوانين والسلوكيات، إلى أن أصبحت سمة ثوراتهم التخريبية على مجتمعاتنا، أصبحنا نشاهد الكثير من التصرفات التي لا تمت بصلة الى عاداتنا وتقاليدنا فقط من يقوم بها يريد الثورة على كل ما هو قديم، لم يقتصر هذا فقط على السلوكيات، بل نجد اللغة والحديث بها أصبح يمتلك بعض المصطلحات غير المفهومة إلا لمن يريد الثورة على القوالب القديمة، ومن هذا وذاك إلا أننا نردد إلى الآن «يا الله صبوها القهوة وزيدوها هيل».
٭ مسك الختام: قال أبو الطيب المتنبي
وما الحسن في وجه الفتي شرف له
إذا لم يكن في فعله والخلائق
Nermin-alhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا