د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

زحمة يا.......


بالأمس قرأنا تصريحا لأحد المسؤولين عن التربية ولا نعلم ما مدى مصداقيته من الصحة، كانت فحواه «تغيير وقت بداية الدراسة على أن يكون في الساعة السابعة صباحا بدلا من السابعة ونصف» وأخذ التصريح يتداول في العديد من المواقع الإلكترونية للتصويت عليه «بلا أو نعم»، ويبقى السؤال: ما الدواعي التي تستدعي هذا التغيير؟

بالفعل كانت الدواعي والأسباب لهذا التغيير أضحوكة تربوية «إذا صح التصريح» فالسبب هو تخفيف الازدحام المروري، تلك كانت الأسباب المسببة في التصريح التربوي ويبقى السؤال منا إلى من قام بالتصريح: هل الازدحام المروري يقتصر فقط على فترة الصباح؟

قضيتنا اليوم تنقسم إلى شقين: الشق الأول، إذا بالفعل فعّل ذلك القانون وأصبحت أوقات المدارس من الساعة السابعة فلا بد على رب الأسرة سواء الأم أو الأب أن يستيقظ في الخامسة والنصف للاستعداد والخروج للتوصيل للمدارس والذهاب لأعمالهم ونفترض أن الخروج سوف يكون في السادسة والنصف لبداية الصراع مع الازدحام ويتجه كل منا لتوصيل أبنائه للمدرسة كما نص التصريح الساعة السابعة ومن ثم يتجه الكل للعمل، فأين التقليل من الازدحام سعادة التربوي «رفقا بأبنائنا الطلبة»؟

أما الشق الثاني فهو أساس الازدحام الذي لا يريد الاعتراف به أغلبية المسؤولين لأنهم أساس مسبباته، فالازدحام لا يقتصر فقط على فترة توصيل أبنائنا إلى المدارس بل الازدحام نجده على مدار اليوم ويكثر في فترة الصباح ما بعد الساعة الثامنة سعادة التربوي، والسؤال هنا: أين المسؤولون من موظفيهم الذين يشكلون نسبة كبيرة من الازدحام المروري؟

بالأمس كنا نقرأ أنه سوف يفعّل قانون العقاب والخصم لمن يكثر من الاستئذان والمرضيات وما نجده اليوم ان أغلبية الموظفين يجلسون في مقاهي المجمعات وعند المراجعة للدوائر الحكومية نجد أنها «تصفر» من الموظفين.

القضية لا تنحصر حلولها في تغيير أوقات بل أسبابها متشعبة وبعض ما ذكرناه هو أحد الحلول وهو التزام بالعمل على سبيل المثال، فقضيتنا اليوم لا بد أن يوضع لها استراتيجية لا تنحصر حلولها في الوقت الراهن بل لا بد من وضع خطة تشمل عشر سنوات قادمة لتفادي ما سوف يأتي لنا في المستقبل.

٭ مسك الختام: أمنية بأن تكون تصاريحنا وقراراتنا لها دراسة وأساس وتجربة ولا تكون فقط من اجل الظهور الإعلامي.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا