د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

Hachi

 

من يتردد على طوكيو لابد أن يعرف أسطورة «هاتشيكو» والذي أصبح معروفا لأغلبية المجتمعات الأوروبية والأقلية من الدول العربية باسم «هاشي»، ذلك التمثال الذي يرمز لوفاء الحيوان لبني الإنسان، تم تصنيعه من معدن أسلحة الحرب العالمية الثانية ونصب في أشهر مناطق «شيبويا» ويعد إلى الآن من أهم معالم طوكيو، ولكن يبقى السؤال: من هو هاشي؟

هو أسطورة للوفاء ولكن نسيجها من الواقع وليس من الخيال بدأت القصة عندما وجد أحد أساتذة الفن كلبا فاقد صاحبه وهو من نوع النادر من فصيلة الكلاب، قام البروفيسور بتربيته بعدما يئس من وجود أصحاب الكلب فأصبح مجبورا على أن يحتفظ به وبالفعل قامت ألفة بينهما على مدار العام وفي يوم وحينما ينتظر «هاشي» كعادته موعد وصول البروفيسور من عمله عند المحطة لم يأت صديقه؟ وظل هاشي جالسا على أمل أن يأتي البروفيسور ليذهبا معا إلى المنزل كعادتهما إلى أن توفي هاشي وهو يحمل من الانتظار والصبر والأمل بعودة صديقه ولكن الموت أتى له من الحزن على فراق صديقه.

تلك هي أسطورة «هاشي» والتي تناولها بعض المؤلفين وقاموا بتجسيدها من خلال فيلم جسد قصته مع اختلاف بعض الأماكن ولكن يبقى الرمز واحدا وهو «الوفاء» الذي أصبح عملة نادرة في تلك الآونة بين بني البشر وليس بين الحيوانات والإنسان، تلك هي قضيتنا، «الوفاء» الذي أصبحنا نفتقده في معاملاتنا اليومية، ونكران الجميل بين المجتمع ككل، عندما نصب تمثال «هاشي» ليرمز للوفاء، ونحن هنا لا نمثل بني البشر بالحيوانات، لأن الله عز وجل كرم بني الإنسان عن سائر خلقه، ولكننا نضرب أمثلة بكائنات مجردة من المصالح الشخصية، لتكون على الأقل صورة للتذكير بمشاعر أصبحنا نفتقدها، كالوفاء بين مجتمعاتنا الإنسانية، أصبح الأغلبية لا يحمل بين مشاعره الوفاء أو الصبر أو على الأقل الأمل، تلك المشاعر قد نجزم بأنها أصبحت مندثرة في مجتمعاتنا، فأصبح زمن السرعة والأخذ دون العطاء يغلب على سمة العصر، أما الوفاء فللأسف لا نراه في مجتمعاتنا وبالرغم من هذا نجد الكثير ممن يترددون على طوكيو لابد لهم من المرور على «هاشي».

مسك الختام:

عش ألف عام للوفاء وقلما

ساد امرؤ إلا بحفظ وفائه



Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا