د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

حب

 

كلمة من حرفين، أي علاقة تتكون فقط بين طرفين لا ثالث لهما، تلك العلاقة لا تجمعها النفوذ أو المصالح الشخصية بل هو وثاق ما بين الطرفين بالفناء والعطاء والمودة كل منهما يعطي دون أن يفكر ما هو المردود.

تلك العلاقة تتواجد ليس فقط بين الرجل والمرأة بل نجد أن عاطفة الحب تتواجد بين العبد وربه وهي أسمى أنواع الحب ونجدها أيضا بين الوالدين وأبنائهما وبين الفرد ووطنه وأخيرا وليس آخرا في تلك العلاقة بين الموظف وعمله وتلك هي نقطتنا المراد تسليط الضوء عليها اليوم «حب الموظف لعمله».

في تلك الآونة أصبحت تلك العاطفة نادرة الوجود فأغلبية الموظفين أصبحوا لا يمتلكون «حب العمل»، أصبح العمل بالنسبة للأغلبية مجرد كرت آلي يعبأ دون خصومات ليتقاضوا الراتب بأكمله آخر الشهر دون نقصان ومن هنا أصبح ميثاق العلاقة ماديا وليس العطاء دون مقابل، في الماضي كان الموظفون يعملون من أجل الارتقاء بالعمل والحب في عملهم أما اليوم فأصبح العمل كنزا للبعض يأخذ منه دون أن يفكر في المستقبل فربما ذلك الكنز ينتهي ولا يقدر على العطاء المعتاد لهم.

إن علاقة الموظف بالعمل هي ليست علاقة إجبارية كما يعتقد البعض بل هي علامة متميزة جدا في فن الابتكار والأداء الوظيفي، فعندما يقدم الموظف على عمله وبداخله الحب لما يقوم به من عمل يعطي الحماس للآخرين بأن يشاركوه ذلك العطاء مما ينتج عنه التقدم في الجهاز المنتمي إليه، أما في هذا الوقت فما نجده مكاتب خالية وقاعات فارغة من البشرية وروح العمل، تدخل الى بعض الأجهزة الحكومية تشعر بالخوف لأنك لا تجد عاطفة الحب بل ينوب الإنسان في بعض الأحيان شيء من الكآبة وخيبة الأمل، بل في بعض الأوقات يعكس على الموظفين الذين لا يمكنون في داخلهم حب العمل بأنهم لا ينجزون معاملات الآخرين ولا يقومون بالعطاء المحتم عليه نحو الآخر والنتيجة تكون التدني في الأداء الوظيفي وتعطيل مسيرة الوطن.

٭ مسك الختام: إلى كل من يدعون حب الكويت.. راعوا الكويت في عملكم.






Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا