في هذه الآونة أصبحت كلمة «متأدلج» أو «الأيديولوجية» يرددها الكثيرون بعلم ودون علم، تلك هي نقطتنا اليوم قبل التسليط وجب علينا الشرح المبسط لأساس قضيتنا، وهي الأيديولوجية «علم الأفكار»، وهي بالأساس كلمة يونانية قديمة تنقسم إلى شقين، الشق الأول «أيديا» أي فكرة والشق الثاني «لوجيا» أي علم الخطابة، أما إذا قمنا بتفسيرها في علم اللغة العربية فسنجد معناها العقيدة الفكرية، ومن هذا وذاك نتجت كلمة «متأدلج» أي متعصب لفكر موروث ويرفض النقاش لما يعارض فكره.
ذلك هو أساس قضيتنا، ولكن عندما نقوم بتفسيرها على واقعنا المعاش نجد أن الأغلبية للأسف لا ينتمون إلى فكر مورث، ومن هنا تبدأ سطورنا إلى من يقوم بتكرار تلك الكلمة في أغلبية المحاضرات أو الاجتماعات سواء كانت سياسية أو عملية أو علمية، وهم كثير، وعندما نقوم بنقاشهم لنعرف ما أفكارهم وإلى من ينتمون من مدارس فكرية أو فلسفية أو سياسية؟ نجد للأسف أن أفكارهم تنتمي إلى عقولهم دون قراءة ودون قاعدة فكرية لما يقولون.
جميل أن تكون للإنسان قاعدة فكرية، ولكن لابد أن تكون تلك القاعدة لها أسس علمية وفكرية يستند اليها لتكون أفكاره لها قيمة علمية وعملية، أما من نسمعهم ونشاهدهم ونقرأ لهم وهم أغلبية كثيرة فقد أصبحت لهم أيديولوجيات غير مورثة وغير مستندة الى فكر ما، وهذا ما نراه الآن في سياسات الدول التي أصبح فيها الكثير ممن يتكلمون وهم لا ينتمون لمدارس سياسية معينة أو فكر سياسي موروث، وهنا أصبحت القضية شائكة لأننا في السابق كنا على يقين في المدارس السياسية أما الآن ومع تغير الأيديولوجيات أصبحنا مشتتين سياسيا لما نسمعه ونقرأه ونشاهده، أصبح الأغلبية متأدلجين لأفكارهم وللأسف أصبح لهم تابعون لما يؤدلجونه من كلمات على مسامعنا، وهنا تكمن القضية، وهي تهميش الماضي السياسي ووضع مدارس سياسية جديدة دون علم سياسي متأدلج.
* مسك الختام: للسياسة رجالها.
Nermin-alhoti@hotmail.com