المكان الذي يقيم به الفرد ويسكن به ويتوالف عليه ويتخذ منه وطنا له، ذلك هو معنى «وطن» كما ورد في أغلبية القواميس العربية بل والعالمية، تلك معانيه اللغوية ولكن ماذا يعني بالقواميس الوطنية؟
قبل أن نتطرق للعاطفة دعونا نسلط الضوء على ملحوظة قد تكون صغيرة في الشكل ولكن كبيرة في المعنى، مع احتفالاتنا بأعيادنا الوطنية لاحظنا بأن كثيرا من المساكن والمباني تتجمل بأعلام الوطن ومن هنا تبدأ قضية الوطنية «حب الوطن» والسؤال هنا: هل الحب يرمز فقط لوضع العلم على أي مكان سواء المبنى أو المسكن أو العمل؟ تلك هي قضيتنا التي نريد أن نسألها لأنفسنا قبل أن نجاوب عليها؟
حب الوطن أو الوطنية لا تقتصر فقط في وضع الأعلام لفترة وجيزة، بل الوطن هو ممتد لحين يفقد الإنسان حياته (الله يعطيكم طولة العمر) ولكن تلك هي الحقيقة، فالوطن هو الحب الباقي بعد الله عز وجل والحبيب المصطفى الذي يحيا معهم في قلب الإنسان إلى أن يفارق دنياه، فهل يذكر ذلك الحب فقط في وضع الأعلام فقط؟
إن الوطن ليس علم، بل هو إنجازات ليتقدم ويسطع شمسه بين الدول الأخرى، ان الهوية الوطنية لا تثبت فقط لشهر واحد في العام، بل لابد أن يستمر العطاء والحب على مدار عمر الإنسان، فالعلم رمز لحب الوطن وهذا الرمز لابد أن يكون على دوام في العقل قبل القلب ليس مجرد وضع شكلي على المباني.
عندما نقوم بحب الآخرين نقوم بالتفاني لنثبت لهم مدى حبنا إليهم فكيف نثبت لموطنا هذا الحب؟ من التفاني في العمل والتقدم في الإنجازات بالصدق فيما بيننا والابتعاد عن الفتنة بالدأب عن الارتباط والتماسك فيما بيننا لنكن درعا وطنيا يحمي محبوبنا وهو (الوطن).
مسك الختام:كل عام وأنتي بخير يا ديرة العز.
Nermin-alhoti@hotmail.com