د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

كوت.. مساعد

 

في إحدى زياراتي لإحدى وزارات الدولة لتخليص بعض الأوراق الخاصة بي صادفـت شخصـا (ما) لا يمت بشخصه الكريم على الصعيد العملي والعلمي للوزارة التي كنت متواجدة بها بصلة فظننت في بادئ الأمر أنه مراجع مثلي مثله، وبعد السلامات والسؤال عن الصحة قام بالسؤال: آمري دكتورة؟ شلون أقدر أخدمچ؟ وهنا وبنظرة تواكبها الدهشة والصدمة، قمت بالسؤال: آسفة بس حضرتك بشنو تقدر تخدمني، وإذ به يضحك ويقول: تفضلي في مكتبي.

وقمت بالدخول لمكتبه وأنا يراودني كم كبير من الأسئلة: كيف؟ ولماذا؟ وهل؟ وأين؟ جميع أدوات الاستفهام وجدتها تنير في ذهني من الصدمة وبعد الجلوس قمت بالحديث مع تلك الشخصية التي عرفت من خلال اللوحة التي أمامه أنه هو المسؤول الأول في تلك الجهة، فقلت: ممكن قبل المساعدة أعرف حضرتك أشلون وصلت لهذا المركز مع العلم أن تخصصك وفنونك لا تمت بصلة لعمل حضرتك الآن؟

وهنا ضحك وأجاب: يا دكتورة صلي على النبي، أغلبية الكراسي الحين ما صارت تحتاج إلى شهادات متخصصة.

فأجبت: عيل شنو تحتاج إن شاء الله؟

وإذا به يضحك ضحكة سخرية: تحتاج «كوت بوستة».

بدهشة أجبت: نعم؟

فقال: مو أنت تسأليني اشلون تعينت؟

فقلت: نعم.

فأجاب: كنت في الديوانية، ووزير وزارتنا السابق قاعد يلعب معانا «كوت بوستة» وأثناء اللعب كنا نتكلم بأنني أود أن أصبح مسؤولا في وزارتي وإذا بعد انتهاء اللعب وفوزه قال لي: باجر تعال تسلم منصبك الجديد في وزارتي، ومن هنا أصبحت وكيلا مساعدا والسبب كوت «بوستة».

مسك الختام:

قل للذي يدعي في العلم معرفة.. أدركت شيئا وغابت عنك أشياء.




Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا