د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

سندريلا اختفت في الإعلام

قبل أن نسرد لكم اختفاء «سندريلا» في الإعلام الكويتي، دعونا نستعرض لكم أحداث العرض المسرحي الذي يقدم ضمن احتفالات «هلا فبراير» والذي يحمل اسم «سندريلا في الغابة»، تلك الفكرة التي قام بإعدادها يوسف الجلاهمة واستمد تيمته المسرحية من مسرحية «سندريلا» السابقة التي عرضت في عام 1987 والتي قام بتأليفها سيد حافظ، حاك مؤلفنا يوسف الجلاهمة أحداث مسرحيته «سندريلا في الغابة» من خلال بانورما سريعة اقتبسها من المسرحية السابقة ليذكر جمهوره بأحداث الماضي ولم يطل بها فقط إضاءات من أجل التذكير ليبدأ من حيث انتهت سندريلا «1987» وتنتهي الذكريات لتبدأ أحداث مسرحيته الفعلية، وهي أن سندريلا أصبحت أميرة بزواجها من الأمير وما يحدث من تغيرات في سلوكيات سندريلا تلك الفتاة الطيبة كما عهدناه في السابق، واليوم تتغير كليا عندما تتغير حالتها الطبقية في السلوك الإنساني فتصبح إنسانة شريرة تريد الانتقام من زوجة أبيها وإخوتها وجميع من ينتمون بصلة لزوجة الأب وتعاملهم بالشر كما كانوا يعاملونها في السابق دون رحمة وعندما تجد «أم الخير» تلك الشخصية التي ساعدتها في المسرحية الأولى لتكون زوجة الأمير تتغير وتصبح شخصا يملأه الشر، تقرر «أم الخير» أن تنزل العقاب بسندريلا، عبر تجريدها من السلطة وضياعها في الغابة دون أن تجد من يساعدها، وبالفعل يتم العقاب وتضيع سندريلا في الغابة ولا تجد من يساعدها وبعد معاناتها نجد سندريلا تتذكر أخطاءها وكيف أصبحت تهوى الشر وتتفنن في أدائه من أجل الانتقام، فتندم وتعترف أمام الجمهور بأنها أخطأت وتتعهد بأن تجعل من نفسها أداة للخير وفعله، وتستنجد بـ«أم الخير»، وهنا تظهر لها وتساعدها بعد عهدها وندمها على ما فعلته من أفعال شريرة، ومن هذا العهد أمام الجميع يرجع الأمير لها وتقوم بالاعتذار لزوجة الأب «هنود» وأخ «هنود» وتعتذر لأخواتها وتتعهد أمام الجمهور بأنها ستبقى على عهدها بالحب والوفاء والخير، ليس فقط لهم، بل للجميع. وتنتهي أحداث مسرحيتنا التي حيكت في إطار استعراضي غنائي راقص يحمل في لوحاته الكثير من الإبداعات سواء على الصعيد الأداء التمثيلي والديكورات التي صممت بتقنية عالية لمسرح الطفل مع الأزياء والمكياج الذي يبهر ويشبع مقومات مسرح الطفل، وبعد هذا التميز نجد أن سندريلا اختفت وتم اختطافها، ولكن السؤال: من وراء ذلك الاختفاء؟

«الإعلام» قد يدهش البعض من هذا الادعاء، ولكن تلك هي الحقيقة التي يخفيها البعض، فعندما نمتلك عرضا مسرحيا يمتلك جميع المقومات لمسرح الطفل بهذا التميز ويعرض على خشبة تفتقر الى الكثير من الأمن والسلامة سواء الممثل والجمهور الطفل، نسلط الضوء على دور الإعلام الذي هو المسؤول الأول عن الثقافة والفنون للكويت، أما إذا تطرقنا الى شكل المسرح الذي احتوى على قبة اخفت في فضائها الواسع الأفق كلا من الموسيقي وأصوات الممثلين علما بأن العرض غنائي، فكيف يعرض عرض غنائي في مسرح يمتلك من العمق ما يخفي عرضا أوبراليا وليس عرضا للطفل «الله المستعان»، أما إذا تطرقنا لحاسة البصر فان جميع الجمهور مجبرون على أن يقوموا بالجلوس في الصف الأول فقط، وهذا يرجع الى رداءة توزيع كراسي المشاهدة «ترى يا جماعة الخير العرض مسرحي موعرس».

٭ مسك الختام: قالوها أهلنا «انفخ يا شريم قال ما من برطم».

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا