هو أفلاطون كما ينطقونه باللاتينية أما معنى اسمه باليونانية فهو «واسع الأفق»، كثير منا يحصر فلسفة أفلاطون ما بين المنطق والفن، وما بين الفن والمنطق تبقى علوم كثيرة ترك أفلاطون بصمته الفلسفية عليها ولكن من فقر الاطلاع والقراءة نجد أغلبية مجتمعاتنا لا يعلمونها.
عندما قمنا بالتطرق لمعنى اسم أفلاطون باليونانية في بداية سطورنا كنا نعنيها، لما حمل التاريخ لنا من فلسفة أفلاطون في شتى الميادين العلمية والأدبية، فأفلاطون كما يقول المثل «اسم على مسمى»، نعم تلك هي الحقيقة التي أتت لنا من كتاب «محاورات سقراطية» الذي شمل أكثر من ثلاثين محاورة حملت بين سطورها العديد من مواضيع فلسفية مختلفة سواء كانت في الرياضيات او الأخلاق او المعرفة او الميتافيزيقا او اللغة او المنطق او السياسة او غيرها من العلوم الأخرى، أي ان فلسفته كانت مدرسة تشمل الكثير من الميادين العلمية والعملية.
تلك كانت سطورنا القليلة في بحر من المعلومات التي لا حدود لها فيما ترك لنا أفلاطون من إرث فلسفي وتلك ليست بقضيتنا اليوم التي نريد التسليط الضوء عليها فمحور مقالتنا هو «المعرفة» وما الطرق للسبيل إليها لتكتسبها عقولنا؟
عندما نتخذ أفلاطون مثالا لقضيتنا لأنه خير مثال لما نصبو إليه من هدف، فأفلاطون فرد وبالرغم من هذا فقد شمل علمه وعمله الكثير من ميادين المعرفة، ونحن مجتمع بأكمله لا يحمل أغلبية أفراده معلومة تفيده قبل أن يفيد وطنه.
فالمشكلة ليست في الفرد بل في سياسة المجتمع «الفرد يتطبع بمجتمعه»، بالأمس عندما كانت إستراتيجية المجتمع تهدف للرقي والمعرفة كنا نجد مناطق الكويت تثري أبناءها بالمكتبات العامة التي تشمل بين جدارها كنوزا سواء كانت أدبية أو علمية لجميع الفئات أما اليوم فأصبحت أغلبيتها مراكز لبيع الأبحاث، قضيتنا لا تنحصر فقط في القراءة بل بإعلامنا الذي كان في السابق برغم إمكانياته البسيطة منبرا للثقافة والمعرفة لما يحتويه من برامج هادفة ومتنوعة واليوم هو يحمل الكثير من القنوات الباهتة التي لا مبرر لها غير إهدار المال العام بجانب هذا المراكز الشبابية التي كانت مراكز إبداعية لشباب المناطق في مختلف الأنشطة العلمية والإبداعية واليوم أصبحت ملتقى «للهذرة والحسد».
في أزمنة أفلاطون وأزمنة ماضينا الجميل لم تكن توجد لجان للمعرفة، واليوم ومع وجود اللجان والمناقصات التي أغلبيتها ليس من أهل المعرفة أصبحت المعرفة والقراءة عملة نادرة صعب وجودها بين استراتيجية الوطن.
مسك الختام: إلى القارئة «نرمين أخرى» لو كان لك كم من المعرفة لأصبت من سطور مقالتي وقمت بالتفرقة بين العمالة الوافدة وبين الزواج من الأجنبيات، فهما قضيتان مختلفتان، مع كل الشكر لكل المتابعين.
Nermin-alhoti@hotmail.com