د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

«قال ده متربي.. قلت ده من عند ربي»


ذلك المثل يردده الكثير من «أهل الكنانة» عندما يرون شخصا ما، سواء كان ذكرا أو أنثى، يتحلى بالصفات الحميدة ويكون من أسرة لا تعرف أصول التربية، ذلك ما هو متبع في مصر.

ويسود أيضا في المجتمعات العربية المثل القائل «يخلق من ظهر العالم فاسد ويخلق من ظهر الفاسد عالم»، ونردده عندما نرى شخصا يتحلى بالصفات الرديئة ونكون على علم بأنه ينحدر من أسرة تحمل الصفات الحميدة بين المجتمع والعكس صحيح لتلك المقولة.

لكن قضيتنا اليوم ليست الأمثال ولكن التربية والتي أصبحت مشكلة يتغاضى عنها الكثيرون من مجتمعنا وخاصة بعد الربيع العربي الذي أعطى صفة الشوارع لبعض أبنائنا، عفوا ولكن تلك هي مصيبتنا، ففي الماضي كانت القضية تنحصر بين أفراد، واليوم وبعد مهزلة الربيع العربي أصبحت القضية تشمل أغلبية شبابنا وأصبحت التربية اسما ولا وجود لها في مجتمعنا، بل نجد أن الأجيال المتواجدة والقادمة أصبحوا هم من يضعون أسس تربيتهم بل فاق تفكيرهم لما يرونه من مهازل أطلق عليها ثورات الحريات بأنهم من يريدون تربية ذويهم وأولي الأمر وفق ما تشبعوا به من أفكار هدامة من قبل أناس استغلوا في شبابنا ضعف أصول التربية فجعلوهم أبواقا لهم لينشروا سمومهم في أجيال المستقبل.

عندما نرجع إلى مثل «أهل الكنانة» الذي ذكرته في البداية نجد أن مقولتهم هذه بنيت على الفطرة، وأيضا مقولة المجتمعات العربية تؤكد لنا أن فطرة الإنسان هي التي تتحكم في تربية ذاته، ولكن تلك الفطرة كيف تنشط؟ وعلى ماذا تتغذى من أهداف؟ تلك هي قضيتنا إن الجانب الإعلامي له دور فعال في تغذية الفطرة لدى الشباب بجانب العامل الأسري والتربوي.

ويبقى السؤال: ماذا يقدم الإعلام للشباب ونخص الطفولة لكي نستطيع أن نصلح مجتمعاتنا العربية؟ عندما نقوم بمسح شامل نجد أن الحصيلة الإعلامية العربية سالبة وغير مفعلة لدى الطفل والشاب العربي، مع العلم أنه يوجد الكثير من المؤسسات واللجان المندرجة تحت مظلة الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ولكن للأسف تلك اللجان والمؤسسات لا تقوم ببناء الهوية للإنسان العربي، بل نجد أنها لا تقوم بما يوصي به رؤساء الدول في اجتماعاتهم، ويقتصر الأمر بعد ذلك على مهرجانات وزيارات متبادلة دون أن يقوم المسؤولون بعد ذلك بتفعيل تلك القرارات في بناء الذات للإنسان العربي، والنتيجة أن حصيلة مستقبلنا من الشباب والأجيال القادمة تكون أغلبيتها فاسدة وملوثة بشعارات هدامة للمجتمع العربي.

مسك الختام:

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعبا طيب الأعراق

رحمة عليك يا شاعر النيل حافظ إبراهيم ونحن اليوم نغير ما قيل فالأم هي المجتمع.




Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا