د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

بنت المطر


هناك حشرة معروفة عند الكثير من كبار السن في دول الخليج باسم «بنت المطر»، فالاسم حقيقة ولكن تداول الكثير من الأساطير عنها، وقبل ذكر البعض من أساطيرها وجب علينا أن نتعرف على هويتها وفصيلتها، «بنت المطر» هي حشرة من فصيلة العناكب، ولكنها بالطبع ليست من تلك العائلة القبيحة، لما تتمتع به من جمال من حيث الشكل واللون، فهي تعتبر سيدة الجمال لفصيلة العناكب، نظرا لما تمتلكه من زهو في اللون ومخملية الجلد الناعم، كما أنها تمتلك صغر الحجم الذي لا يتجاوز حبة العدس، ومن الممكن انها تكبرها بقليل، كما أنها توجد في الطبيعة بثلاثة ألوان زاهية وهي الأحمر الداكن والفاتح منه والبرتقالي، أما بالنسبة لتسميتها بذلك فقد أطلق عليها الأجداد حيث إنها توصف في التراث الخليجي ببنت المطر نسبة لدورة حياتها التي تبدأ مع بداية موسم المطر وتنتهي بانتهائه، فهي تظهر فقط عندما يكون المطر (وسميّا).

وما جعلنا اليوم نقوم بتذكرها هو التعايش مع الأجواء الرومانسية مع أمطار الخير التي هلت على سماء خليجنا بأكمله، ومع هطول الأمطار في أرجاء خليجنا أصبحت «بنت المطر» كلمة تتردد على مسامعنا من الكثير من رواد البر، ومن هذا وذاك فان أجمل ما قيل من أساطيرها أنه في الماضي أطلقت عليها تلك التسمية نسبة للفتيات قديما عندما كنّ يلتقطنها من الصحراء ويفركنها على خدودهن من أجل أن تصبح حمراء.

جميل أن نتعلم ونعلم عن مورثنا الخليجي الذي أصبح هوية مفقودة للأجيال في الحاضر والمستقبل، فكم من شبابنا من يعلم عن تلك الحشرة شيئا؟ وكم من الفتيات من يقمن بذلك الفعل لتحمر خدودهن؟ لو قمنا بعمل إحصائية للأسف، فسوف نجد الحصيلة لا شيء، والأسباب هي أن التراث الخليجي لا يدرس في مناهجنا المجربة من الدول الأجنبية على أولادنا فقط، إذا قمنا بسؤالهم لا يعلمون غير «.......».

*مسك الختام: «إللي ما له ماضي ما له حاضر»

 

 

 

 

  Nermin-alhoti@hotmail.com  

التعليق

x

إقرأ أيضا