في وسط الزخم السياسي والاقتصادي من مواضيع وأخبار، ومن تكدس الرسائل الإلكترونية في بريدنا الخاص شد انتباهي إلى رسالة مختلفة لها مذاق خاص تلك الرسالة كانت تحمل عنوان «للحب وجه آخر» مما جعلني أقوم بفتح الرسالة لأعرف محتواها وإذا بي أقرأ سطورا تحمل أجمل المعاني للحب ولكن تحمل في طيات كلماتها مشاعر لكرامة امرأة، لن أقوم بالتحليل ولا بالنقد بل سنطرح قضيتها لكي نعرف ما هو الوجه الآخر للحب.
هي امرأة متزوجة من رجل يكبرها بـ 10 أعوام من العمر كان ذا سلطة ومن دون مقدمات تجمد سلطانه وأصبح نفوذه وأوامره فقط عليها، هي لا تشتكي ولا تتكلم مما يقوم به من إهانات وسخرية لها في كل الأوقات، تلك المرأة تعترف بأنها تحبه ولا تقدر أن ترفض ما يلقي عليها من كلمات وتصرفات تجرحها في كرامتها وذاتها على مدار اليوم بل نجد أن الأمور تتطور وأصبح ينكر وجودها ويقوم بمعاملتها كجماد أو سلعة قام بشرائها، وتقوم بختام رسالتها إلينا بالسؤال: هل للحب وجه آخر؟
لا نستطيع أن نقول ان الحب له وجوه، فالحب مشاعر صادقة ليس قناعا يرتدى ليصبح وجها للإنسان بل الحب صفة وطبع يمتلكه الإنسان في ذاته، فالحب والشر بنية لبني البشر ووفق التربية تبنى تركيبة الإنسان فإذا كانت البيئة صالحة نجد أن معدل المحبة والتقدير متفاوت على الشر، وإذا كان المحيط كما وصفت صاحبة الرسالة زوجها من شر، أعتقد أن نواة الخير والحب موجودة ولكن بحكم عمله تغذت شخصيته بأن ينسى معنى الحب ولكن مازال الحب موجودا.
قضيتنا اليوم ليست العلاقة الزوجية التي قمنا بسرد كلماتها لكم ولا محور مقالتنا هو تحليل شخصية الزوج بل إضاءتنا اليوم على الحب في بني البشر الذي نجزم بأنه أصبح عملة نادرة وإذا وجد نجد الكثير يخشى أن يظهره خوفا من أن يتصف بالطيبة في مجتمعات أصبحت تتسم بالسلطة والجبروت والشرور، إلى متى تتسم مجتمعاتنا بالحقد والإذلال والكره؟ إلى متى لا نعرف معنى الحب؟ إلى متى لا نعرف معنى الكرامة؟!
مسك الختام: الحب كرامة الإنسان.
Nermin-alhoti@hotmail.com