د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

حار.. بارد


«حار.. بارد» لعبة كنا نلعبها في أروقة مدارسنا أثناء «الفرصة» وأحيانا بين الحصص الدراسية، وكانت تتم بين مجموعة من الطلبة يقومون باختيار أحدهم ليخرج من المجموعة ثم يختارون شيئا ما يقومون بإخفائه بالاتفاق فيما بينهم، ومن ثم يقومون باستدعاء زميلهم وتبدأ اللعبة من قبل الطالب الذي وقع عليه الاختيار حيث يقوم بالبحث عن الشيء المخفي، وفي أثناء البحث وكلما اقترب الطالب مما أخفوه نجد الفريق يقول له: «حار» أي اقترب منه، وإذا ابتعد عنه يقولون: «بارد» أي إنه ضل طريقه وها نحن اليوم وليس فقط الطلبة بل جميع العاملين في الهيئات التعليمية الحكومية نلعب تلك اللعبة ولكن بطريقة عبثية.

بالأمس البعيد عندما كان يسود علينا فصل الصيف نجد جميع العاملين والدارسين يقومون بالبحث عن أي غرفة أو مكان تسوده بعض النسمات الباردة ليمكثوا به ويستطيعوا إلقاء مناهجهم التعليمية على الطلبة بجميع مراحلهم ولكن للأسف في بعض الأحيان وقد تكون تلك الفرص قليلة بأن يجدوا نسمة وليست نسمات باردة وتكون النتيجة انصهارا لكل من «الملقي والمتلقي» وتبخر المعلومات في عالم العبث ومن السبب في ذلك عدم توافر أجهزة للتبريد وان وجدت تكون غير صالحة للعمل والنتيجة استمرار اللعبة والبحث عن البرد وجميع العاملين والمتعلمين يهتفون بكلمة «حار» دون وجود «بارد».

واليوم تنعكس اللعبة دون أن يعثر اللاعبون عن «بارد» إلى أن يصبح الحار باردا من خلال المتغيرات الطقسية ويصبح المعلمون والمتعلمون متجمدين وهم يبحثون عن بقعة في المحارب الدراسية تحتوي على الدفء والسبب عدم تواجد أجهزة للتدفئة وهكذا تدور الأعوام الدراسية ومازالت «حار.. بارد» مستمرة ومازالت الأقلام والمناقصات توقع على قرارات لوجود الشيء، والمضحك أن الشيء موجود ولكن وجوده لا شيء!

مسك الختام: المشكلة ليست فقط في تعليمنا فعندما تبحث تجد الكثير من دوائرنا الحكومية أيضا «حار.. بارد».

 

 

 

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا