د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

Romantic Day


كانت عشية الاثنين بدأت مع النسمات الجميلة التي تدعو لنزول الأمطار وكان كل أهل الكويت ينتظرون ذلك الخير، ومع ساعات الانتظار والجلوس مع الأصدقاء شاهدنا برنامج «وجه لوجه» للمذيع المتألق محمد الملا الذي أعطى للمجتمع الكويتي دقائق جميلة وصادقة من خلال ضيفه الذي أعطى لانتظار المطر نكهة افتقدها المجتمع من زمن «الرقي».

مع تلك المشاعر الرومانسية والحوار الراقي الذي كان شاعره النائب «علي الراشد» الذي أطل علينا من خلال البرنامج، رغم كم الأسى في عباراته، إلا أن الحوار كان يتسم بالهدوء في طرح القضايا ما جعل أغلبية المجتمع يشعر بما حملته كلماته من آلام.

وينتهي البرنامج ويصبح الحوار حلقة نقاشية متصلة إلى ساعات الفجر بين عشاق ومغردي «تويتر»، ونحن إلى الآن في حالة شوق لأمطار الخير وبالفعل تصدق السماء ويعم الخير من الله ـ عز وجل ـ على الكويت الحبيبة وبرغم من الهدوء والفرحة إلا أن بعض المتذمرين الذين لا يعجبهم العجب أرادوا تشويه ذلك الخير وتلك عادتهم بأن يسرقوا منا الفرحة.

البعض يقول: غرقنا والآخرون يتذمرون لزحمة المرور ومنهم من يتذمر للمعارضة من أجل المعارضة فقط ،ومن هذا وذاك نسأل من يسرق ابتساماتنا ولحظات هدوئنا النسبي أليس الدول العظمى التي تجعلونها على الدوم مثالكم الأعلى يحدث بها سيول وفيضانات؟ أليست تلك الدول التي تنادون بها تقف أيضا مكتوفة الأيدي في الكوارث البيئية؟ وبرغم من هذا نجد أن شعوبهم تتمتع بتلك اللحظات وفي كل بيئة تختلف ظواهر الفرحة لديهم.

بعيدا عن شكل ومضمون الفرحة، فهي نسبية تختلف بين فرد وآخر، وبين مجتمع وغيره، لكن تبقى المحافظة على الفرحة مبدأها واحد، فمن كان يتذمر في ذلك اليوم كان من الأفضل له أن يقوم بتسيير المرور وعدم اختراق الأرصفة والسير عليها بالمركبات أو احترام الآخرين من خلال عدم السرعة واحترام إشارات المرور وتعليمات وزارة الداخلية بل كان من الأفضل له فضلا عن تعليقاته المؤزمة بأن يلتحق مع الفرق المتطوعة وبعيدا عن تذمرات المعارضة إلا أنني أكمل يومي كما بدأته بجو هادئ يملأه الحب مع طلابي في المحاورة وطرح القضايا الخاصة بالدراسة بطريقة حضارية يسودها روح الارتقاء والحب في الحوار إلى أن ينتهي اليوم الدراسي، ومن ثم توجهت إلى أصدقائي دون تذمر من الطريق ولا معارضة لعكس السير فقط التمتع بما أنعم الله علينا من خير السماء.

مسك الختام:

أيها المارون بين الكلمات العابرة

احملوا أسماءكم وانصرفوا

واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا

وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة

وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا أنكم لن تعرفوا.

من أشعار: محمود درويش

 

 

 

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا