«البابطين في عقر دارهم» مصطلح تكرر على مسامع الكثيرين أثناء تواجدنا في ندوة الحوار العربي ـ الأوروبي في القرن الـ 21 «نحو رؤية مشتركة» التي أقامتها مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.
بدأ الحوار يوم 11 الجاري، ذلك التاريخ الذي لا أعتقد ان عبدالعزيز البابطين أقام دورته الـ 13 في ذلك اليوم مصادفة، لأن ما أعرفه عنه أنه يمتلك عينا وفكرا صائبين، فكل «شيء له شيء»، وذلك ما رأيته في ذلك الحوار.
قد يسأل البعض عن أهمية التاريخ لعدم المعرفة وقد يتناسى الآخر أهمية تلك المناسبة، ومن هذا وذاك يعد يوم 11/11 هو آخر يوم في الحرب العالمية الأولى «11/11/1918»، ذلك على الصعيد العالمي، أما على الصعيد الكويتي فهو يوم دستور «11/11/1962» الذي قدم فيه أعضاء المجلس التأسيسي للأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، في قصر السيف مشروع الدستور للتصديق عليه، تلك المناسبتان اللتان تم ذكرهما من خلال المتحدثين والمشاركين في الندوة الاحتفالية وكان منهم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الذي اشار الى تاريخ تصديق الدستور وكان الجمع يؤكد ان ما قام به عبدالعزيز البابطين من حسن اختيار التوقيت لبدء ندواته للتحاور العربي الأوربي في ذلك اليوم، ومع بدايات الحوار، وجب علينا الاستفهام؟
بعيدا عن الأسماء اللامعة المشاركة في الندوات الثلاثية على مدار اليومين وبعيدا عن الأسماء المتواجدة في الحوار والتي يصعب علينا ذكر أسمائهم دون ان نعطيهم حقوقهم في ذكراهم لما يحملون من ثقل سياسي وفكري ومع تزامن تاريخ بدء الندوات التي تحمل حدثين أولهما عالمي والآخر محلي أو بمعني أصح خليجي نجد أن من قام بغرس بذرة الفكرة أصاب في زراعتها وحصد الخير الكثير من الآراء قد تكون مختلفة ولكن أعطت صورة مشرفة للديمقراطية وحواره هذا على الصعيد الفكري، أما السياسي فكانت رسالة عربية موجهة من جميع الأطياف الدينية والعربية لأمم عانت الكثير من الحروب العالمية سواء كانت الأولى أو الثانية وهاهو «البابطين» يجمع تلك الآراء من الوطن العربي موثقة من رموز سياسية وثقافية ودينية من جميع الدول العربية تناشد الغرب الوقوف بجانبهم لوقف النزيف العربي، وأين قدمت تلك الرسائل في البرلمان الأوربي؟ فصدق من قال: «في عقر ديارهم».
٭ مسك الختام: ختم الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين كلمة الافتتاح بتلاوة الآية الكريمة: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
Nermin-alhoti@hotmail.com