تلك الرواية التي استوقفتني كثيرا من حيث العنوان والمضمون، وقبل أن نخوض في قضيتنا نقوم بتلخيص الرواية بسطور قليلة قد لا تكون وافية بحق الرواية لما تحمله من معان جميلة اصبحنا نفتقدها في هذا الزمن.
الرواية للكاتبة منال علي وهي روائية جديدة تنتمي لجيل الشباب ربما لم يقرأها الكثير ولم يسلط عليها الضوء من قبل الإعلام، ورغم هذا وذاك إلا أن الرواية تستحق القراءة والروائية تستحق المتابعة من الإعلام لما يحمل قلمها من شاعرية في الحب أصبحنا نفتقدها في ذلك العصر.
«يسألني متى أحببته؟» يقوم فيها الحوار والبناء الدرامي على شخصيتين لا ثالث لهما في وقت لا يتجاوز 24 ساعة، وهذا ما جذبني لقراءتها بأن الكاتبة لم تقم بالإسهاب في حوارها كي لا يشعر القارئ بالملل ورغم قصر المدة إلا أن الشخصيتين يمتلكان عمقا نفسيا واجتماعيا يجعل القارئ في مخيلته يقوم بالتحليل لهما.
يبدأ حوار الرواية بسؤال الحبيب أو الزوج او الطليق لأن الكاتبة جعلت خيال القارئ يسأل «ما العلاقة بينهما؟» منذ قراءة السطور الأولى إلى أن تنتهى الرواية.. وتلك هي المتعة وذلك هو التشويق، يبدأ الحوار بالسؤال من الرجل في الوقت والكيف والسبب في حب المرأة له، وتبدأ المرأة بالشرح المقنع للقارئ على الرغم من أن الأسباب كانت غير مقنعة للرجل فنجد أن شخصية الرجل تجعل القارئ يدور في دائرة مستديرة عبثية لعدم الاقتناع بردود المرأة له، وفي كل إجابة لها يقوم بسؤالها بطريقة مختلفة للبحث عن أسباب قطعية جازمة لذلك الحب، وتنتهي الرواية ويصل بنا العبث إلى عدم اقتناع الرجل بما أعطته المرأة من أجوبة.
تلك الأسئلة التي صاغتها الكاتبة بلغة شاعرية تفوق الوصف من أسلوب في حوار عبثي سواء على صعيد شخصية الرجل والمرأة، يجعل القارئ يصل إلى نهاية جازمة وهي أن الحب والمشاعر أصبحت في أزمتنا تقاس بالمعايير والمسببات مع العلم بأن المشاعر لا تجعلنا نسأل: متى أحببنا؟
مسك الختام، قال أبو نواس:
نالي على الحب من ثبات
إن كان مولاي لا يواتي
كيف مواتاة من عليه
أهون من ذرة حياتي
Nermin-alhoti@hotmail.com