د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

غش تجاري


في بادئ الأمر نتقدم بكل الشكر لخادم الحرمين الشريفين على جميع التسهيلات التي قدمتها المملكة لحجاج بيت الله الحرام لهذا العام ونثني على جميع جنود وشعب السعودية لتسهيل مناسك الحج وما لقيناه ولمسناه من ترحيب لنا في الأراضي المقدسة.

ونبدأ الآن مشوارنا مع «خمس وقفات» فعندما تبدأ رحلتك لتأدية فريضة الحج بالانتظار في مطار «جدة » أكثر من 5 ساعات، وبعد الانتهاء من الإجراءات تقوم بالسؤال: لماذا كل هذا التأخير؟ وتكون الإجابة: أكاذيب ملفقة من بعض الإداريين في الحملات ليرفعوا عن أنفسهم الحرج بسبب أخطائهم الإدارية والتنظيمية، ويقومون برمي أخطائهم على الغير.

وبعيدا عن نوعية الأطعمة والمشروبات التي قدمت لنا والتي كانت كل حملة تتميز بل وتتباهى بما تقدمه من نوعيات منها، كما لو أنك متجه إلى مطعم وليس إلى بيت الله الحرام، فبدلا من أن تملأ الروح بالطاعة والعبادة، للأسف أصبحت بعض الحملات تقصر كل اهتمامها فقط على ملء البطون، وأصبحت أغلبية الحملات من هذا المنطلق تركز مجهوداتها في اختيار نوعية الأكل وتهمل سبل الراحة للحجاج، فعندما تتجه إلى الحج وأنت تتمتع بعمرة بعد انتظار تجاوز الساعات الـ 5 في المطار وتتجاوز عن هذا التأخير لكي لا تبطل حجتك وتصبر على المعاناة وتصمت وتنتظر، ومن ثم تذهب لمحل إقاماتك، وبعد أن تأخذ قسطا من الراحة تتجه لأداء عمرتك وتفاجأ بأن باص الحملة تركك بجانب باصات نقل الحجاج للحرم دون أن يكون معك أي إداري من الحملة ودون إعطائك التذاكر لركوب الباص الحكومي، هنا نسأل: أين دور الرقابة الحكومية على تلك الحملات التي ترفع الأسعار كل عام فقط من أجل الاهتمام بالأطعمة؟

تنتهي من أداء العمرة وتريد أن تذهب إلى الغرفة لترتاح، وتفاجأ بأن الغرفة غير مرتبة فتقوم بالاستفسار فيكون الرد بأن من لديه مفتاح الغرفة من موظفي الحملة غير موجود أو مريض أعذار تجعلك تفقد الصواب، وعلى الرغم من هذا تصبر وتستغفر الله وتستعيذ من الشيطان الرجيم وتبدأ رحلة مناسك الحج من خلال الباصات الخاصة للحملات، وإذا بك تجد بعض الإداريين يعاملونك كما لو أنك شيطان، والسبب أنني امرأة!

نعم فعندما يقدم لنا الماء والعصير نفاجأ بأن من يقوم بتقديمها لنا عندما يصل للنساء يقوم برمي الماء على الأرض ويقول: إللى يبي يشرب.. «خووش معاملة».

تجلس مع الحجاج ويأخذنا الحوار إلى الأسعار، ونفاجأ بأن الأسعار متفاوتة من شخص لآخر في الحملة نفسها، وليس بين الحملات وبعضها، والسبب فيمن يتمكن من الحصول على خصم خاص لأسرته، ورغم الخصومات المتفاوتة فلا يوجد ما يميز من دفع المبلغ كاملا، أليس هذا من أنواع «الغش التجاري»؟

٭ مسك الختام: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» صدق رسول الله.

 

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا