بدأ الحوار بتلك الجملة عندما استوقفني أحد الحضور في إحدى الأمسيات الثقافية وسألني: أود أن أسألك ماذا يعني زير نساء؟ وهنا أجبته: عفوا ماذا تقصد؟ فإذا به يضحك، ويقول: أسمع تلك الكلمة تتردد على مسامعنا كثيرا، إلى أن أصبحت تلك الجملة تطلق بقصد الإساءة لبعض الرجال وعذرا أنني سألتك هذا السؤال، ولكن ما دفعني لذلك أنني أعلم أن أهل المسرح يمتلكون مسرحية تحمل عنوان «الزير سالم» فقلت لعل وعسى يكون هناك ربط ما بين القصة والجملة؟
وبدأ الحوار بيننا بسرد رواية «الزير سالم» وبعيدا عن حكايتها التي لا تمت للسؤال بصلة. انتهت المقابلة دون أن أعطي له إجابة صحيحة، مؤكدة عما تعنيه جملة «زير نساء» مع العلم أنني قدمت له شرحا مفصلا لمسرحية «الزير سالم»، وعلى الرغم من تفكيكي للرواية له إلا أنني لم أصل لما يصبو إليه من سؤال «زير نساء».
وعند الانتهاء من الأمسية الثقافية وباتجاهي إلى المنزل ظلت تلك الجملة عالقة في ذهني وشغفي بأن أعرف معناها، فنحن للأسف، الكثير منا يردد بعض الكلمات المدرجة والمعتادة في مجتمعنا دون البحث عن جذورها ومعرفة أسبابها وأصول كلماتها، وعند وصولي إلى المنزل أسرعت بالتوجه إلى مكتبتي وتناولت قاموس المعاني للغة العربية لأبحث عن كلمة زير وأعرف ماذا تعني؟ ولماذا تقال؟ وبالفعل قمت بالبحث فوجدت أن كلمة الزير تطلق على من يكثر في زيارة النساء ويحب مجالستهن ومحادثتهن فيقال: فلان زير نساء، والزير العادة.
وهنا وجدت أن البعض منا يقوم باستخدام بعض الجمل في معناها غير الصحيح وهذا ما يعيب مجتمعاتنا عدم البحث عن الأصول، فقط الترديد دون معرفة.
* مسك الختام: إليكم بعضا من وصية كليب لأخيه الزير سالم
هديت لك هدية يا مهلهــل
عشــر أبيــات تفهمهــا الذكـاه
أول بيـت أقولــــه استغفر اللـه
إله العرش لا يعبــد سواه
وثاني بيت أقول الملك لله
بســـط الأرض ورفع السماء
وثالث بيت وصـــــي باليتامى
واحفظ العهـــد ولا تنسـى سواه
ورابع بيت أقول الله أكبـــر
علــــى الغدار لا تنســى اذاه
Nermin-alhoti@hotmail.com