د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

غوغائية.. السبتي

يطل علينا الأستاذ محمد السبتي بإطلالة فكرية تاريخية من خلال صفحاته التي جمعت تحت عنوان «الغوغائية بين مقتل عثمان والفتنة في هذا الزمان»، في بادئ الأمر لابد أن نقف فترة وجيزة عند عنوان الكتاب الذي يحمل كلمة «بين» والتي تعني التوسط بين الشيئين وهنا ندرك من الوهلة الأولى أننا على مشارف قراءة مقارنة بين شيئين أو تشابه بين مرحلتين زمنيتين، ومن هنا تبدأ حرفية الكاتب لجذب القارئ، كما لابد أن نذكر الأمانة العلمية التي تمتع بها كاتبنا والتي أعطت ثقلا للكتاب من الوهلة الأولى للقارئ ومصداقية الكلمات التي سيقوم بقراءتها، حيث نجد أن الكاتب قام بتعريف نفسه من خلال كلمتين وهما جمع وترتيب لوقائع تاريخية تلك هي الأمانة العلمية والتي تحسب لكاتبنا.

يحتوي الكتاب على 72 صفحة متضمنة المراجع وينقسم التجميع والترتيب إلى مقدمة توضح للقارئ سبب المقارنة ما بين زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه ووقتنا الحالي، المقارنة في حد ذاتها فكرة جيدة وأطروحة علمية لم يتناولها أحد من قبل، ورغم هذا إلا أن كاتبنا تناسى بعد المقدمة عندما قام بترتيب أطروحته الفكرية أن يذكر على سبيل الملخص للقارئ ما حدث بين الفترتين وأنا هنا لا أقصد أنه كان يجب أن يقدم سردا تاريخيا للأزمنة التي مرت بها الغوغائية من زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى أن وصلت لحاضرنا المعاش، ولكن ما أقصده بأن عصرنا الآن يفتقر لتلك النوعية من الأطروحات التاريخية فكان من المستحب أن يقدم السبتي ترتيبا زمنيا للفتن على مر العصور ليجد القارئ غير الملم بالتاريخ متعة في القراءة وإلماما بمعلومات لم تعد متواجدة للجيل الحالي، حتى لو افترضنا أن الكتاب كتب لفئة محددة في المجتمع فإن من قام بتجميع وترتيب معلوماته كان عليه أن يراعي ما ذكرناه لتصبح الفكرة حلقات من الأزمنة الموثقة إلى أن تصل واقعنا، فما قام به أستاذنا من جهد علمي وتاريخي للأسف الشديد بخل على القارئ بمعلومات كانت من الممكن أن تدعم فكرة الفتنة في هذا الزمان من جهة وتجدد الكثير من المعلومات التاريخية للقارئ من جهة أخرى، ولكن شح التجميع جعل المادة التاريخية والفكرية كما لو أنها «نصف دسم» وهذا لم نتعوده من القدير السبتي.

مسك الختام: إننا مولعون بقراءة التاريخ.. هكذا نحن نحب قراءة الأشياء التي لا نتعلم منها أبدا..

طوني خوري.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا