بقلم: د.نرمين يوسف الحوطي
هي إحدى شخصيات مسرحية «الناس إللي تحت» للكاتب نعمان عاشور، والتي عرضت من قبل فرقة المسرح الحر عام 1956 وأيضاً مثلت سينما ومن بين المسرح والسينما لم تختلف الأحداث ولم تتغير أنماط الشخصيات التي حاكت محور الحدث، ومن بين تلك الشخصيات استوقفتني شخصية «رجائي بي» مع العلم أن مؤلفنا أبدع في كتابته وتصوير شخوصه بجميع أبعادها وبالرغم من جماليات تصوير الكتابة لأبطال المسرحية إلا أن شخصية «رجائي بي» تميزت في تلك الفترة ، قد يسأل البعض لماذا؟
«رجائي بي» هو من طبقة الأثرياء وينتمي من سلالة أسرية عريقة وبالرغم مما حل عليه من فقر بعد الثورة والنزول من الأعلى ليسكن في «البدرون» مع عامة الشعب يرفض جميع المحاولات والإغراءات التي تعرض عليه من قبل صاحبة المنزل التي تنتمي الى الطبقة «البرجوازية» ومحاولتها على الدوام أن ترمي بشباكها لتقوم بالزواج منه وهو يرفض تلك المقايضة، ذلك هو العصر الجميل وتلك كانت قيمهم التي لا تتغير مهما تتغير الأحوال السياسية أو الاقتصادية وتلك هي التربية «عيال الأصول».
ولكن اليوم وفي هذا العصر نجد الكثير من الموازين اختلفت وباعتقادي الشخصي أن أستاذنا نعمان عاشور، إذا كان على قيد الحياة الآن، لوجدنا قلمه يكتب لنا الجزء الثاني «للناس إللي تحت» ووجدنا «رجائي بي» يقوم بالموافقة على الزواج من تلك المرأة التي تنتمي لطبقة تملك المال وتفقد «الحسب والنسب» وجميع شخوص المسرحية لكي تقدر تواكب عصرنا ستتغير أبعادها وتختلف نهاية كل شخصية نهائياً عما قرأناه في الجزء الأول ونجد جميعهم يحيكون لمحور واحد، الخضوع لمن يمتلك الثروة والسلطة بعكس ما شهدناه في السابق.
ذلك ما أصبحنا عليه من عصر، وتلك هي قيمنا التي تحولت من ظاهرة إلى صفة أغلبية المجتمع، اصبحنا في عصر يفقد القيم والأصول والأخلاق وأصبحت الأغلبية تنظر للمال والسلطة وتتناسى تاريخ من يقوم بشرائها وأصبحت الأقلية تترحم على «رجائي بي».
مسك الختام: إذا أردت أن تضحك من قلبك حقا، فانظر إلى الأرض من فوق.. نجيب محفوظ.
Nermin-alhoti@hotmail.com