د.نرمين يوسف الحوطي
لكل فعل رد فعل إلا أن ما نشاهده على الساحة السياسية يبين أننا نرى الفعل ولكن إلى الآن لا يوجد رد الفعل؟
هو ليس عملية حسابية يصعب على المرء حلها ولا هو طلاسم يستحيل على الإنسان فكها، بل هو الواقع المرير الذي أصبح الوطن العربي يصبح بهمومه ويمسي بآلامه، نعم هذا ما آل إليه مصير الأمة العربية، شعوب تقف وتجاهد من أجل لقمة العيش وتنادي من أجل العدالة الاجتماعية ولكن ما تنتجه ثوراتهم ما هو إلا استمرارية لأنظمة سابقة دون تغيير ويبقى الحال «محلك سر»؟
الثورات ذلك المسمى الذي أصبح الكثيرون يرددونه دون معنى وهو بالفعل أضحوكة سياسية قام «الآخر» بتبديل كلمة الاستعمار بكلمة ثورة لأنه لا يعقل في هذا الزمن أن نستعمر فما البديل لزعزعة أمن المنطقة؟ إنه «الثورات» تلك الأكذوبة التي تلاعب بها الكثير لتوليد صراعات بين الأمة العربية وبالفعل نجح «الآخر» بتوليف حبكته السياسية التي قامت على الصراع الثوري والذي تنوعت من خلاله صراعات متنوعة وعديدة سواء أكان صراعا شخصيا أو عقائديا أو هيكليا وأخيرا وليس آخرا صراع الهوية.
أصبحت الثورة كلمة لكل من يريد الصراع على فئة محددة، فبالأمس كانت الثورات تحمل صراعا ذا خط مستقيم يحمل نقطة واحدة ومحددة لها بداية ووسط ونهاية وهي «الوطن»، وكان ذلك الخط تتصارع عليه قوتان لا ثالث لهما وهما الشعب من يناهض من أجل الوطن والقوة المضادة هي القوة المستعمرة الخارجية، واليوم حبكتنا تمتلك صراعا وهو «الثورة من الثورة» مما جعل خط حبكتنا مشتتا بين مختلف الطرق ومبهما من حيث القوى المضادة لها وهنا تكمن قضيتنا وهي «ماذا بعد الثورات»؟
أكثر من عامين ونحن نتفرج عن «كوميديا سوداء» تحمل في طياتها دماء الأطفال والنساء من أجل ماذا؟ يقولون من أجل الثورة، وهنا نقف لمن ينادي بالتغيير ونسأل: أين عدالتكم الاجتماعية؟ وأين لقمة العيش لكل فرد في الأمة العربية؟ وأين محرمات دمائكم يا عرب؟ أليس هذا ما وعد به ما بعد الثورات؟
كلمة وما تنرد: قال الشاعر أبوالقاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
Nermin-alhoti@hotmail.com