بقلم: د.نرمين يوسف الحوطي
أحداث مقالتنا لا ترتبط بحقبة زمنية محددة، بل وقائعها تتكرر على مدار الأزمنة منذ خلق الإنسان، كلماتنا تناولها العديد، وقضيتنا قام الإعلام بتجسيد العديد، إضاءتنا اليوم عن «السحر والشعوذة».
«بخور أم جاسم».. نستقطب الماضي لنقدر على أن نحاكي الحاضر، هي إحدى روائع المسرحيات التي كتبت وعرضت في العصر الذهبي للمسرح الكويتي وقام بكتابتها الأستاذ عبد العزيز السريع وأخرجها المبدع صقر الرشود رحمه الله، تناولت مسرحيتنا السحر والشعوذة ومدى تأثيرهما السلبي على المجتمع والفرد في تلك الفترة، واليوم تنتقل أحداث مسرحيتنا من خشبة المسرح لأرض الواقع ليقوم الفرد بكتابته ويؤديه بعض من فئات المجتمع ذلك هو الواقع وتلك هي الواقعية.
تبدأ أحداث مسرحيتنا عندما قمت بزيارة إحدى الصديقات وهي بطلة مسرحيتنا وتدعى «ابتسام» وكانت سبب الزيارة انتقال بطلتنا لمنزل جديد، وتبدأ أحداث واقعنا المرير عندما قام الكثير من الأصدقاء أثناء الزيارة بسؤالها عن سبب انتقالها؟ وكان السؤال ناتجا من الدهشة لأن منزلها السابق كان أفضل بكثير من الجديد، ومن إجابتها يبدأ صراع مسرحيتنا الواقعية عندما كانت «ابتسام» تسكن منزلها القديم وتسكن بجوارها إحدى السيدات الوافدات التي جعلت من منزلها مسرحا لرواد الشعوذة والسحر فضاقت صديقتنا من تكدس المركبات أمام منزلها والأصوات الصاخبة الصادرة من ذلك المنزل، ولم تجد «ابتسام» إلا الشكوى للجهات الأمنية وعندما ذهبت للشكوى تصاعد الحدث للذروة وكان الرد من الجهة الأمنية: «غيري بيتج أحسن هذي واحدة مالت سحر ما نقدر عليها».
وهنا يأخذنا الصراع للعد التنازلي للنهاية، وهي انتقال «ابتسام» لمنزل جديد وانتصار الشر على قوة الخير.
قضيتنا اليوم لا تخص أشخاصا أو أفرادا، ولكن إضاءتنا اليوم تسلط الضوء على أمن المواطن، فالسحر والشعوذة يعدان من عناصر تغييب العقل، إذن هو نوع من أنواع المخدرات، إذ عقوبته توجب عليها «الإعدام»، نعم فعندما يقوم البعض باختراق المستقبل وإرادة الله عز وجل على بني الإنسان ويجعلونهم مسيرون لهم لما يمتلكون من قوة على التأثير عليهم ولا يوجد من يعاقب هؤلاء الأفراد فذلك يعد ناقوس خطر يقرع على أمن المواطن والوطن أيضا لأن المواطن هو من يبني الوطن!
كلمة وما تنرد: «لتكن هذه الدار دار أمن وأمان، معتزة بوحدتنا الوطنية التي هي معدن وجودنا، وتاريخ أسلافنا، وامتداد حياتنا، نفخر بأننا على حبها متفقون، ولعهدها راعون، وعلينا المحافظة عليها وصونها من كل عابث، وإحاطتها بسياج منيع من أبنائها، يجمع بينهم العدل والإنصاف والمحبة والمساواة» (من كلمة والدنا صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، بمناسبة العشر الأواخر من رمضان 1427هـ).
Nermin-alhoti@hotmail.com