بقلم د.نرمين يوسف الحوطي
منذ أن قدمت إلى الكويت من رحلة سفر طويلة انهالت علي الاستقبالات والزيارات من صديقاتي اللاتي لم أرهن منذ 8 شهور وفي إحدى الزيارات كنت جالسة مع صديقتي نتبادل أطراف الحديث وإذ بأحفادها يدخلون علينا وهم يحملون قالبا من الحلوى وصديقتي لا تدرك ما المناسبة، فإذا بها تسأل أبناءها: شنو المناسبة؟ إن شاء الله خير.
وإذا بالأحفاد يردون عليها بصوت واحد جميل يملأه الفرح: «يدة هذا مو حقج هذا حق يدنا علي».
وهنا وجدت صديقتي تسأل باستغراب: عيد ميلاده؟ وإذا بابنها يجيبها بابتسامة: يمه هذي بمناسبة عيد الأب؟ فسألت بدوري ابن صديقتي: عيد الأب؟ أول مرة أسمع بهالمناسبة.
وعلى الفور بحثت عن طريق هاتفي النقال عن مصداقية تلك المناسبة وبالفعل وجدت أن العالم أصبح يحتفل بعيد الأب تكريما لدوره في الأسرة وكيان المجتمع، وتختلف أيام الاحتفالات بعيد الأب حول العالم فمثلا في عدد من الدول العربية يتم الاحتفال به في تاريخ 21/6 وبعض من الدول الأجنبية مثل إيطاليا تحتفل به في يوم 19/3 من كل عام كما يعتبر في بعض الدول عطلة رسمية على سبيل المثال الولايات المتحدة، وبعد انتهائي من قراءة المعلومات الخاصة بعيد الأب عليهم دخل زوج صديقتي وهو مبتهج من وجود أبنائه وأحفاده وهو لا يعلم سبب التجمع، فقامت صديقتي بإخباره عن عيد الأب وانتهى الاحتفال وانتهت الزيارة لصديقتي وقمت بتوديعها والتشكر من أبنائها بأنني شاركتهم بهذه المناسبة.
أثناء قيادتي وأنا متجهة إلى البيت وذاكرتي تعيد مشاهد الاحتفال بعيد الأب، كم هو جميل أن نتذكر الرجل، نعم بالفعل مناسبة جميلة لأننا أصبحنا في الآونة الأخيرة نتجاهل دور الرجل في المجتمع، للأسف مع المطالبات بحرية المرأة أصبح العالم يسلط الضوء فقط على المرأة ودورها في بناء المجتمع وافتعال الكثير من المناسبات لتكريمها وإبراز دورها وتناسوا دور الرجل الذي يعد نصف المجتمع وهذا لم يقتصر فقط في الأعياد والمناسبات بل عندما نقوم بالتدقيق نجد بأن جميع القضايا المطروحة الآن سواء في الساحة السياسية أو الاجتماعية وغيرها نجدها تقتصر على المرأة والمطالبة بحقوقها كما لو أن المجتمع أصبح مجتمعا نسائيا وتناسوا دور الرجل وحقوقه من المجتمع المدني.
القضية ليست رجلا وامرأة بل القضية قضية كيان مجتمع بأكمله فمع مطالبتنا بحقوقنا للمرأة وجب علينا ألا نتغافل دور عمود الأسرة «الرجل» الذي يحمل على عاتقه الكثير دون التحدث والتذمر من أي عبء لأنه يعلم بأن ذلك هو دوره في الحياة فوجب على المجتمع المدني أن ينصف بالعدل عندما يقوم بذكر المرأة بقوانيه ويتم التغيرات من أجلها لابد عليها بأن يعدل كما شرع الله عز وجل في كتابه الكريم.
كلمة وما تنرد: يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين)
سورة الأعراف 189.
Nermin-alhoti@hotmail.com