بقلم: د. نرمين الحوطي
«وجه لوجه» برنامج يبث عبر قناة «الشاهد» لصديقي الأستاذ محمد الملا، وفي يوم وجدته يقوم في إحدى حلقاته بتسليط الضوء على موضوع المقاهي الخاصة، ولكن ما أدهشني في الحلقة أن زميلي بوأحمد فوجئ مما يعرضه على المشاهد بل وسبق العرض بقوله إن ما سنشاهده «شي يعور القلب» وأيضا قبل العرض وجه تساؤلا لبعض الوزراء وأهمهم وزراء الداخلية والتجارة والبلدية، عن موقفهم مما سيشاهده المتفرج؟ ثم قام بعرض فيلم تسجيلي لأحد المقاهي التي تدار بشكل غير أخلاقي وغير متعارف عليه وفق أخلاقنا الدينية والاجتماعية أيضا، ولكن في بداية الكلام لا يسعني إلا أن أقول لزميلي «سلامة قلبك يا بوأحمد» لماذا الدهشة مما قمت بعرضه؟ فهذا ليس بجديد فكثير من الزملاء الإعلاميين طرحوا تلك القضية منذ زمن ولم تلق اهتماما من قبل السلطتين سواء التنفيذية أو التشريعية، بل ما قمت بعرضه نقطة في بحر ما كتب من سطور مطعمة بالصور والمستندات لبعض ما نشر في جرائدنا اليومية وبرغم من هذا إلى الآن القضية «محلك سر».
وبعيدا عن الوزارات المسؤولة عن تلك الأماكن التي أصبحت وكرا للفواحش وسوق يباع بها ما يغيب العقول إلا أننا اليوم سنتناول تلك القضية من وجهها الآخر، ذلك الوجه الذي لا يلقي الكثيرون عليه الضوء مع العلم أنه هو أساس المشكلة «الشباب»، الكثير ممن كتب وتكلم عن تلك المقاهي وما يحدث فيها لم نجد سطورا تسلط الضوء على رواد تلك المقاهي وهم أغلبيتهم من شباب الكويت الذي أصبح في عالم النسيان إلى أن أصبح هو النسيان نفسه، نعم تلك هي مشكلتنا جيل كامل لا يملك غير وقت فراغ ولا يعرف أين يستثمره؟ لأنه لا يوجد جهاز في الدولة يقوم بالتخطيط لذلك، فقط يعتقد البعض أن الإعانة الشهرية لهم سواء أكان طالبا جامعيا أو إعانة التوظيف هي ما تملأ ذلك الفراغ، وعذرا في التعبير الكثير من المسؤولين يغيب عن عقولهم أن الشباب هم بشر لهم رغباتهم واحتياجاتهم فما ينقصهم ليس المال فقط بل الأهم الشعور بالذات وهذا ما يجدونه في تلك المقاهي لكي يفقدوا ذاتهم.
ذلك هو «ما يعور القلب يا بوأحمد» إننا نشاهد شبابنا وعماد الوطن أصبحوا يفتقدون ذاتهم لعدم الاهتمام بهم، القضية ليست بإنشاء ملاعب وأندية فارغة من توظيف المواهب الشبابية، ولا قضيتنا عن دورات تقام بلا متدربين، القضية هي التخطيط لمستقبل الكويت وكيفية صقل مواهب الشباب والبحث عن طرق لبناء ذاتهم، والسؤال الذي يطرح نفسه: أين دور «هيئة الشباب والرياضة»؟ التي أصبحت الآن وزارة أي أصبح لها دور وزاري وسياسي أيضا، إذن الدولة وضعت الشباب في خارطة الطريق وأصبح لهم دور في الدولة وجهة لابد من الاهتمام بهم ومن هذا وذاك يأتي السؤال «أين تذهب الميزانية؟» وأين الخطة الشبابية لشباب الكويت يا معالي وزير الشباب؟
٭ كلمة وما تنرد: الشباب هم الإعلام الحقيقي للدول المتحضرة يا وزير الإعلام فإلى متى لا يسلط الضوء عليه؟ وسلامتكم.
nermin-alhoti@hotmail.com