بقلم: د. نرمين الحوطي
«وظيفة» عنوان أحد البرامج التلفزيونية، يبث على القناة الرئيسية لدولة قطر الشقيقة، وتقوم فكرته على عرض وظيفة في كل حلقة على أن تكون تلك الوظيفة من التخصصات النادرة والإقبال عليها ضعيف والعمل بها في الدوائر الحكومية من أبناء الوطن، وهنا تكمن قيمة البرنامج عندما يقوم بتسليط الضوء والتعريف على وظائف كثيرة من خلال تخصصات عدة تكون الدولة بحاجة ماسة لها بل في بعض الأوقات تكون رئيسية لمشاريع التنمية والتطوير للدولة.
و«وظيفة» برنامج لا يقتصر فقط على تسليط الضوء على الوظيفة بل الجديد في فكرة البرنامج أن مقدمه يقوم بتقديمه من خلال يوم ميداني في الوظيفة نفسها وهنا يعطي للمشاهد إضاءة أخرى وهي المشاريع والتطوير والبناء والتنمية في الوطن بل يعطي للمشاهد الخارجي بانوراما كافية ووافية للدولة ومدى التطور الذي تقوم به الدولة تجاه المواطن، فعلى سبيل المثال وظيفة الاستقبال، تلك الوظيفة التي يرفض الكثير من الشباب العمل بها أو دراسة فنون الاستقبال وإدارتها، تعد واجهة رئيسية لأي عمل سواء كان حكوميا أو خاصا.
يبدأ البرنامج بدخول مقدمه لأحد المتاحف المتواجدة في قطر وتقوم باستقباله فتاة وافدة ويدور الحوار معها عن هوية وطبيعة عملها ويقوم بالطلب منها بتعليمه وهنا يجذب المشاهد لأهمية العمل عندما يرى أن موظف الاستقبال لا يقتصر عمله فقط على الجلوس على الكرسي والوقوف لزائري المتحف، بينما موظف الاستقبال لابد عليه أن يمتلك أكثر من لغة غير اللغة العربية ولا بد أن يكون ملما بالثقافة والتاريخ سواء لموطنه أو للبلاد الأخرى وذلك ليتمكن من أن يجيب عن أسئلة زوار المتحف عندما يقومون بالاستفسار عن أي معلومة يريدون معرفتها، كما أيضا لابد على موظف الاستقبال أن يكون متطورا في علم التكنولوجيا ليستطيع مساعدة الزائر عندما يقوم بطلب المساعدة لمعرفة بيانات أخرى لمتاحف أخرى في الدولة.
وهنا يكون معد البرنامج وضع المشاهد في اختبار عملي حقيقي عندما يجعله يتعايش مع أحداث الحلقة كاملة من خلال توظيف المذيع بعمل موظف الاستقبال والتجول معه بين أرجاء المتحف ويقوم بالفعل باستقبال الزوار ويصبح لهم مرشدا للمتحف، بالفعل مشاهدة ممتعة تجعل آفاق المشاهد لا تنحصر فقط بوظائف محددة بل يصبح الطموح متعددا لدى الكثير عندما يشاهد أن العمل بقيمة الأداء وهنا تكون رسالة البرنامج وضحت للمشاهد وهي أن العمل مهما كان صغيرا يبقى عنصرا أساسيا لتقدم المجتمع وبناء الوطن، ذلك هو الإعلام المتجدد وتلك هي وظيفته نحو الإنسان وتلك هي قطر التميز في كل شيء.
٭ كلمة وما تنرد: الاستمتاع بالعمل يضفي عليه المثالية.. أرسطو.
nermin–alhoti@hotmail.com