بقلم د.نرمين الحوطي
ست أطاطا إحدى الشخصيات التي قام بتجسيدها الممثل محمد سعد وكان هذا في صيف 2004، وبعيدا عما كتب من نقد لفيلم عوكل وبعيدا عن رفض الكثير من النقاد في تلك الآونة لنوعية ذلك الفيلم وما يشابهه إلا أننا الآن في تلك الفترة عندما نقوم بمشاهدة الفيلم وبالأخص شخصية «ست أطاطا» نجد أن الفيلم يحمل الكثير من الكوميديا، وهذا لأننا أصبحنا نفتقد الملهاة.
في تلك الفترة أصبحنا شعوبا تميل أغلبيتها للتراجيديا، بل نقدر أن نجزم بأننا مجتمعات تعيش في مأساة مفتعلة بل أصبحنا مؤديين لها بجدارة، بالأمس كان يوجد المؤلف والمخرج والممثل وباقي عناصر أي عمل درامي، أما اليوم فأصبح الفرد هو العمل ككل وفقد العمل أدواته الفنية سواء في الضحك أو التطهير.
نعم في السابق عندما كنا نشاهد الكثير من الأفلام مثل عوكل وغيرها كان النقاد يطلقون عليها سينما المقاولات وكان هناك بالفعل شيء يطلق عليه كوميديا وكان النقد يسلط الضوء على عناصر العمل، أما اليوم فللأسف أصبح العمل فرديا وهذا لا يقتصر فقط على الأعمال الدرامية، بل على حياتنا اليومية أيضا، أصبحت الشعوب تنقسم إلى خلايا عدة الكل يعمل بمفرده والكل يعيش مأساته دون أن يسمع أو يشارك الآخر.
وهنا تكمن المشكلة وهي « الآخر»، عندما ذكرنا في بادئ الأمر شخصية «ست أطاطا» كان مثالا للآخر فرغم أنها شخصية ثانوية إلا أنها كانت عنصرا يفعل الكوميديا في حدث الفيلم، ذلك هو الآخر عنصر بناء للشخصية الرئيسية، ولكن اليوم برغم وجود أنماط كثيرة رئيسية وثانوية في مجتمعنا يقدر المؤلف أن يخرج منها بتوليفة درامية تحمل في طياتها عنصر الكوميديا إلا أننا نجد أن الكثير سواء في الدراما أو في الحياة أصبح يعشق أن يعيش بمفرده وبمأساته، كما لو أن الحرية أصبحت شعارا مأساويا.
٭ كلمة وما تنرد: قال شكسبير «الدنيا مسرح كبير، وإن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح».
nermin-alhoti@hotmail.com