د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

أين أنت يا أبقراط؟

بقلم د. نرمين يوسف الحوطي

أبقراط هو أبو الطب وهو صاحب فكرة القسم الشهير الذي يؤديه الأطباء قبل مزاولة مهنتهم والذي يعد ميثاق شرف بين الطب والطبيب، ومع مرور الأزمنة نجد أن قسم أبقراط اختلف من حيث النص والكلمات أما الركيزة الأساسية للقسم فثابتة والتي تتلخص في الأمانة والإخلاص في العمل وأداء الواجب نحو المريض مهما كانت هويته.

ذلك هو أبقراط وهذا هو ميثاقه، ولكن هل أصبح ذلك الميثاق موجودا إلى يومنا هذا؟ في هذا العصر ليس فقط في مجتمعنا بل هي كارثة عالمية يعاني منها الكثير باسم الأخطاء الطبية أو الإهمال الطبي وكثير من المصطلحات التي نسمعها وتبقى النتيجة واحدة وهي نقض العهد من خلال إهمال الطبيب لواجبه تجاه المريض أو الإنسان، نعم تلك هي الحقيقة التي أصبح الكثير يعاني منها إلى أن أصبح البعض يخشى من الطب والطبيب، أصبحت عدم الثقة مغروسة في عقول الكثير من البشر، أتت تلك البذور الفاسدة من وقائع حقيقية وملموسة في حياتنا اليومية جعلت من الطب مهنة لا مصداقية لها عند الآخرين، وبعيدا عن قضايا الإهمال الطبي وغيرها من مشاكل طبية يبقى السؤال: أين العقاب ممن نقضوا ميثاقهم مع أبقراط؟

بالأمس عندما كان الطبيب يرتكب خطأ صغيرا لا يذكر ولا يودي بحياة المريض، كنا نجد العقاب جازما وصارما وهو شطب الطبيب من سجلات الأطباء أو تخفف عنه العقوبة بمنعه من مزاولة المهنة مدة لا تقل على سنة، واليوم انقلبت الصورة وأصبح الطبيب لا يبالي بما يقوم به من أخطاء، والسبب عدم وجود العقاب والمراقبة عليه، والنتيجة أرواح الكثير تذهب لخالقها عزّ وجلّ دون أن يعاقب من قتلها.

قضيتنا اليوم تريد الضمير والعقاب اللذين لا يفصل بينهما مهما كانت الأسباب والأعذار، كثيرا ما نقرأ أو نسمع عن قتل خطأ أو إصابة أدت إلى عاهة مستديمة وتبقى القضية معلقة بل وقد تأتي عليها الأيام لتمحوها من السجلات الطبية ويظل الطبيب المعالج مستمرا في عمله دون الشعور بأي ذنب تجاه ما قام به، بل من الممكن في المستقبل أن نجده مسؤولا عن الطب والأطباء والمرضى، وبعد أن كان بالأمس مسؤولا عن عدد محدود من المرضى يصبح مسؤولا عن الجميع، فأين أنت عنهم يا أبقراط؟

* كلمة وما تنرد: قال الإمام علي سلام الله عليه: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا.


nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا