د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

سر المعبد

بقلم: د.نرمين الحوطي

«سر المعبد» هو عنوان رواية كثير منا سمع عنها والبعض الآخر قد قرأ سطورها ومن هذا وذاك نقوم اليوم بتسليط الضوء على أسس قد تناسها من قام بكتابة «سر المعبد».

في البدء وجب علينا التنويه الى أن سطورنا ليست بقراءة نقدية للكتاب وذلك لما افتقده المؤلف الكثير من أسس التأليف والإبداع سواء على صعيد تطور الحدث أو عمق شخصيات روايته، ولكن سطورنا اليوم تركز على نقطتين لا ثالث لهما وهما أسس الإبداع والتأليف لأي عمل تراجيدي: أولهما عملية التطهير؟ وثانيهما ماذا يعني البطل التراجيدي؟

«سر المعبد» ما هي إلا عملية تطهير للكاتب واعترافات منه لمن؟ لا نعلم، فالاخوان المسلمون تاريخ لا ينقصه سطور «سر المعبد» لما أتى بمفردات كما لو أنه يريد اثبات حقيقة مغيبة عن الناس ولكن- عفوا -الكل يعلم من هم الاخوان فهم تاريخ وفئة سياسية لها بصمتها في العالم السياسي والديني ايضا، ولكن إذا كانت الكتابة من أجل تطهير الذات للذات نفسها فهذا يحق بأن تطلق عليها «سر المعبد» لأن عملية التطهير لم تخرج من عباءة معبد المؤلف، فعملية التطهير كما أتت في كتاب «فن الشعر» لأرسطو تقوم على تطهير النفس البشرية عبر إثارة الخوف والشفقة في نفوس المشاهدين وتطهيرهم من كل النوازع الشريرة المكبوتة عن طريق زرع الخوف والشفقة بقصد تطهير الجمهور من قيم الشر والدناءة قصد الرقي به إلى مصاف الأخيار هذا ما نص به أرسطو ولكن لم نجده في «سر المعبد» فالمؤلف قام بتطهير نفسه ولم يقم بنزع ما يعاني منه من الجمهور لأن الحقيقة كامنة في نفوس الآخرين وهنا تكون عملية التطهير للبطل التراجيدي ناقصة كما ذكر أرسطو.

أما إذا تناولنا البطل التراجيدي في الراوية فنجد أنها خالفت كل مقاييس التي وضعها أرسطو فعلى سبيل المثال لا للحصر يذكر أن البطل التراجيدي يجهل الحقيقة المادية أو وضع ما وهنا في أحداث قصتنا نجد أن البطل سواء كان في سطور الرواية أو في الحقيقة لا يجهل الحقيقة لأن حقيقة الاخوان مؤرخة في التاريخ وفي نفوس البشرية وإذا انتقلنا لنقطة التسرع بإبداء الرأي في كثير من المواقف أو التهاون في اتخاذ الرأي كما ذكر أرسطو نجد أن بطل الرواية شخصية قارئة ومتعلمة ولها حصيلة وافية في التفكير وإبداء الرأي الحكيم، وأخيرا ارتكاب الخطأ دون قصد أو سوء تقدير، وهنا نقف للمؤلف ونقول له عفوا فإن بطل روايتك يريد صكوك الغفران والقارئ لا يقدر على أن يعطي له ذلك.

كلمة وما تنرد: إن أفعال الأبطال من شأنها إثارة الشفقة والخوف وتلك هي الخاصية المميزة للمحاكاة المأسوية. أرسطو.

nermin-alhoti@hotmail.com

 atachhoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا