د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

وسكتت «ندوش» عن الكلام..

بقلم د. نرمين الحوطي

 

«ندوش» هي أسطورة مثلها مثل أسطورة شهرزاد، ولكن أسطورتنا اليوم حقيقة من واقع مجتمعنا الكويتي، «ندى» التي أطلق عليها للتدليل «ندوش» هي فتاة كويتية تمتلك كل الصفات لتصبح بالفعل أسطورة في مجتمع اختفى فيه زمن الحكمة والعقل.

«صبه، حقنه.. لبن» ذلك ما قالته أسطورتنا بعد نقاش أكثر من ساعتين دار بيني وبين أصدقاء عمري عن الأوضاع الراهنة سواء كانت داخلية أو خارجية، وبعد نقاش طويل وكانت صاحبة الحكمة تسمع لنا دون تعليق مما جعلني أسألها: «ندوش شنو رأيج بالوضع الحالي؟» وإذا بها تكسر صمتها بهدوئها المعتاد وترمي لنا بهذا المثل، وهنا توقفت عن الحديث وقمت بسؤالها عن معناه فأجابت مع ابتسامتها الشيطانية ونظرتها التي تحمل الكثير من الدهاء: يعني اللبن سيظل على حاله سواء حقنتِه أو صببته، بمعنى أوضح أن الحال سيظل على ما هو عليه مهما حاولنا تغييره، وهنا سكتت «ندوش» عن الكلام وانتهى الحوار وذهب كل منا إلى بيته، وبقي المثل يدور في فكري ومعانيه تتردد في ذهني كما لو أنه صوت الديك عندما يعلن عن قدوم الفجر وتنهي شهرزاد حديثها لشهريار ليبقى شغوفا للغد لتكمل له القصة في اليوم التالي ولكن اليوم من ترويها لنا هي «ندوش».

بالفعل أصبحت أفكر في معاني المثل وأحلل كلماته وأسقطها على الوضع الحالي فوجدت أن مشكلتنا لن يوجد لها حلول وإذا وجدت فستبقى المشكلة لأن مشكلتنا هي السلطة والكل يريد أن يتحكم في مصير الأمة والجميع يرفضون ما يقدم من حلول، وأصبحنا نلهث في دائرة مغلقة للبحث عن الإصلاح والتغيير للأفضل ولكن للأسف لم ولن نجد الطريق لأن الكل يبحث عن شيء واحد وهو السلطة، وعندما انتهيت من التفكير والوصول إلى تلك النتيجة قمت بالاتصال بأسطورتنا ورويت لها ما دار من تفكير في ذهني وما وصلت له من نتائج فإذا بها تضحك وتقوم بوعد لي بأنها سوف تقوم بإرسال يوميا مثلا مع معناه، وهنا سكتت «ندوش» عن الكلام.

٭ كلمة وما تنرد: قالت شهرزاد لشهريار: يا مولاي..

الشعر موهبة من الأقدار .. وحاجة للنفس بالبوح به..

ومأرب نسعى إليه بإصرار .. لكن الموهبة وحدها لا تكفي..

فهي تحتاج لصقل وابتكار.


nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا