ما في بها البلد إلا............
بقلم د.نرمين الحوطي
مثل قديم كان يتردد عندما نسمع عن اختيار أحد الشباب لمنصب معين أو في بعض الأحيان كان يتردد بكثرة في حالة الزواج، ومن هذا وذاك نستنتج أن كلماته كان يضرب بها عندما يصمم البعض على شخصية محددة فيقال: ما في بها البلد إلا ها الولد، وهنا يأتي المغزى الذي نرمي إليه وهو أن البدائل كثيرة ومتواجدة فلماذا التصميم على هذا الولد؟ بالأمس البعيد كانت هناك ندرة في جميع التخصصات العلمية والعملية، أما اليوم فالحمد لله أصبحت الكويت مجتمعا ثريا بأولاده وبناته في جميع الميادين سواء كانت علمية أو أدبية فأصبحت الكويت تتلألأ بأضواء أبنائها وخبراتهم كل في مجال علمه وعمله، ورغم هذا إلا أن بعض المسؤولين يقومون باستخدام وتطبيق ذلك المثل إلى الآن، بل للأسف أصبحوا يستقطبون من خارج ميدان وزارتهم، وهنا يكمن السؤال لهم: ألا تجدون أكفاء في وزاراتكم للاستعارة من المتقاعدين الذين ينتمون لوزارات أخرى غير وزاراتكم؟ مع بدايات الأسبوع قرأنا الكثير عمن قاموا باستقطابهم من وزارات أخرى ليتولوا مناصب قيادية في وزارات لا يعرفون عنها شيئا إلا بعض الأسماء التي مهدت لهم بأن يصلوا للقيادة، وهنا نقول: أين الهيكل التنظيمي للتدرج الوظيفي في وزاراتكم؟ بل أين دور الخدمة المدنية؟ ألم نكن في السابق نسمع عن شيء يسمى «ترشيح» وشروط وضوابط لذلك الترشيح، أم أن الأمر أصبح يكمن في كلمة واحدة وهي «واسطة»؟
القضية لم تبدأ مع بداية الأسبوع بل المشكلة متواجدة منذ أن أصبحت «الواسطة» تحل على جميع وزاراتنا فأصبحت المناصب مكافأة للبعض لترضيتهم وتخليص أجنداتهم، ولكن هنا نقول لهم: كفوا عن العبث في وزارات الدولة لأن ما تفعلونه أصبح يعكس صورة سلبية عن العمل الإداري، نعم تلك الحقيقة عندما أقوم بوضع قيادي تجاوز 65 عاما وهذا مخالف لقانون الخدمة «وهذا القانون طال عمركم ما يستخدم إلا وفق المزاجية والأجندات الخاصة» بل المضحك أن ذلك القيادي متقاعد ويعمل في وزارة أخرى وفجأة يوضع بمكان ليس له خبرة فيه، لترضية من لا نعلمهم.
وهنا يكمن السؤال لأصحاب القرار: كيف سيقوم الموظفون بالتعامل مع هذا الولد؟
كلمة وما تنرد: من كلمات والدنا صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه «إن تلك القوانين والأنظمة وضعت لتحقيق هذه الغاية ولضمان حياة كريمة لكل فرد من أفراد المجتمع وإذا أهملت هذه القوانين ستصبح الحياة فوضى مفككة، وستنعدم الثقة لدى أفراد المجتمع، وسيفقد القانون هيبته وسلطانه».
كلمة سموه بمناسبة العشر الأواخر من رمضان 1427هـ.
nermin-alhoti@hotmail.com
atachhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا