د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

مبان «شنكو»

بقلم: د.نرمين الحوطي

في إحدى زياراتي لمباني الداخلية المتهالكة التي لا تصلح للاستخدام الآدمي جلست مع بعض الصديقات اللاتي يعملن في تلك الوزارة وسألتهن: كيف تعملن في هذا المكان؟ وما كان عليهن إلا أنهن قلن لي: كتبي.

وبالفعل ذهبت لمنزلي وأنا أخشى أنني في يوم ما أقرأ في إحدى الصحف عن انهيار أحد المباني على الموظفين والمراجعين، بسبب مبان متهالكة عفّ عليها الزمن، وقررت أن أسلط الضوء اليوم عن «مباني الشنكو» وما تضمه وزارة الداخلية من مبان كتبت في سجل النفايات من حيث التقنيات والأسقف والحوائط.

وما يدهشني من تلك الوزارة أنها يعتمد لها سنويا أعلى ميزانية في الدولة، والسؤال هنا: أين تذهب تلك الميزانية؟

ما شاهدته بالأمس من غرف أبوابها متهالكة وأرضيات تشبه بيوت الأشباح وحوائط أصبحت آمنة للعنكبوت لا يجعلني أشعر بأنني أتعامل مع وزارة تحمي أمن المواطن فإذا هي لم تحم موظفيها من الضرر فكيف ستحمي المجتمع ككل؟

قضيتنا اليوم كلماتها بسيطة، لكن مغزاها الإنساني والحضاري كبير في حضارة ورقي المجتمع، المضحك في الموضوع أن تلك الوزارة مثلها كمثل الوزارات الأخرى لا تهتم إلا بمكاتب القيادات، أما المكاتب والمرافق الأخرى التي يتردد عليها الكثير من أبناء المجتمع فللأسف لم توضع في إطار الميزانية والتجديد وتلك هي مصيبتنا ومصيبة السلطة أو إن صح القول «الكرسي» فمع كل تغيير نسمع بإهدار المال العام لتغيير مكتب الوزير ووكلائه سواء بتغيير الأثاث أو ميزانية المشروبات الدافئة والساخنة وبهرجة تهدر من المال العام، أما الإدارات الأخرى فليست على خارطة الطريق مع العلم بأن الباقي هم بالفعل واجهة وأساس الوزارة ولكن ماذا نقول أصبحنا نريد وزيرا لكل قسم.

قضيتنا اليوم لا تكمن فقط بوزارة الداخلية بل الكثير من الوزارات للأسف منشآتها أصبحت آيلة للسقوط والمشكلة لا تنحصر في تعرض أرواح الناس للخطر فقط بل أصبحت تمتد لمصالحهم الشخصية، فكيف يتم الاحتفاظ بقضايا المجتمع داخل مبان تكثر فيها الحشرات الزاحفة التي تتغذى على مستندات قد تكون في يوم سندا قضائيا للإفراج عن متهم بريء، ولكن إذا الروح لا تهم من يحرسها فكيف تريد العين الآمنة تحرس مستقبل مجتمع بأكمله؟

كلمة وما تنرد: من كلمات سيدي صاحب السمو الأمير، حفظه الله، في افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الـ13 لمجلس الأمة 26 / 10 / 2012: «مصلحة الكويت ملتقى أهدافنا وحمايتها منتهى غايتنا وآية حبها أن نصون وحدتها ونحافظ على مكتسباتها، وحقها علينا أولى الحقوق بصدق الولاء ونقاء السريرة وسمو الفكر وحسن الأداء من أجل تقدمها وتطورها ورفعة شأنها».nermin- alhoti@hotmail.com

atachhoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا