البرتقالي يغزو البرتقاليين
بقلم: د.نرمين الحوطي
نعم أصبحت تلك لعبة من يدعون السياسة، ففي السابق ما كنا نعرفه عن الثورة البرتقالية أنها الرمز للحرية السياسية، أما اليوم فمن لا يفقهون في السياسة اتخذوا من ذلك اللون ثورة ولكن ليس للحرية السياسية بل لتبديل من لا يريدونه على الكرسي، تلك هي ثورتهم التغيير من أجل «لعبة الكراسي».
ثورتهم من أجل ماذا؟ من أجل أجندات خاصة بهم، تلك الثورة أو ذاك اللون أصبحنا اليوم نشهده في الكثير من الدوائر الحكومية والهيئات الخاصة ليس من أجل الإصلاح والثورة على الظلم، ولكن من أجل الوصول إلى المناصب وتحقيق الذات من خلال اللون البرتقالي، بل أصبحت ثوراتهم البرتقالية منقسمة إلى العديد من الفرق كما لو أننا نشاهد مباراة من فريق واحد أهدافهم واحدة وألوانهم موحدة، أما أرضهم فليست موحدة، فكل منهم يلعب لأرض يريد أن يبتاعها أو يشتريها.. تلك هي المفارقة وذلك هو الواقع المرير الذي أصبحنا نعيشه.
بالأمس كنت ما أعرفه عن الثورة البرتقالية أنها تجعلني أحترم من قاموا ودأبوا عليها لأنهم كانوا يريدون الإصلاح وكانت صفوفهم موحدة وهدفهم الوطن، أما اليوم فعندما عشت الحقيقة ولمستها بعد غياب دام ستة أشهر عن مكان عملي وجدت أن هناك من يسعى لأن يفقدنا كلمة «وطن» وأصبحت الأغلبية تنادي بكلمة «أنا»، نعم فعندما اقتربت من الواقع البرتقالي الذي يعشش أرجاء مبني عملي وجدت البعض ينقسم إلى فريقين يرتدون لون البرتقالي مدعين أنهم يريدون التغيير والإصلاح، وعندما قمت بالاستماع لهما وجدت أن اللاعبين يلعبون من أجل أفراد ينتفعون منهم لمصالحهم الشخصية أما عن مصلحة العمل والارتقاء بالدولة للأسف ليس في أجنداتهم الشخصية، أصبحنا نعيش في واقع مرير يتكون من فريق واحد من المفترض أن يعمل وفق أسس ثقافية للإعلاء والارتقاء بالفنون للكويت، ولكن للأسف انقسم الفريق وابتعد عن كيان المجتمع وكيان الدولة وأصبح كل فريق يغزو الفريق الآخر من أجل شخوص مع العلم بأن الفريقين هم فريق واحد ينتمي لوطن واحد، ولكن ماذا نقول إذا أصبح مجتمعنا فريقين من البرتقاليين يغزو كل فريق الفريق الآخر وتناسوا الكويت؟
كلمة وما تنرد: من كلمات سيدي حضرة صاحب سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه «أدعو الله سبحانه أن يحفظ الجميع ويوحد القلوب ويشيع المحبة ويجعلنا بعونه وفضله أبد الدهر إخوانا».
nermin-alhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا