بقلم: د.نرمين الحوطي
(ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ـ لقمان: 14)
اليوم أكتب كلماتي وأسلط الضوء على د.فوزية مكاوي التي فارقتنا منذ سنوات بعيدة، ورغم بعد السنوات إلا أنها تسكن القلب قبل العقل، اليوم في عيد الأم أحببت أن أحيي ذكرى والدتي التي حالفني الحظ وأهداها إلي الله عز وجل لأكون ابنتها، تلك المرأة التي أتت من جمهورية مصر العربية وهي تبلغ من العمر الثامنة عشرة لا تحمل إلا شهادة الثانوية العامة ورغم هذا تقوم بالعمل في مجال التربية والتعليم ومع ضغوط العمل والقيام على تربيتنا أنا واخوتي تقوم تلك الإنسانة باستكمال دراستها لتصبح أولى سيدات الكويت اللاتي تحصلن على شهادة الدكتوراه في المسرح، تلك المرأة التي أعطت ليس لي فقط، بل لأجيال من المجتمع الكويتي والعربي من علمها وعطفها من خلال تاريخها في العمل التربوي والثقافي والإعلامي أصبحت صورة لا تختفي عن ذهني مهما طال الفراق بيني وبينها، فإلى الآن يا والدتي أنت معلمتي الأولى والأخيرة فكم تمر الأيام عليّ وأعيد الذكريات التي كنت أشاهدها منك لتكون لي عبرة ودروسا في الحياة، إلى أمي كم اشتقت اليك رغم وجودك معي! كم أتلهف على سماع دعوتك كل صباح رغم ان قلبي يردد الدعاء لك! كم احتاج للارتماء في حضنك لألقي عليه دموعي وأحزاني رغم أن دموعي لم تنساك إلى الآن،؟كم أريد أن احضر لك هدية في هذا اليوم رغم أنني لم أنس الإحسان والشكر لك! قد يفرقنا الموت وهو حق لا يعترض عليه ولكن كما أوصانا الله عز وجل بالشكر والإحسان لك يجعل ذكراك حية في قلوبنا يا والدتي العزيزة.
كلمة وما تنرد: إلى من يدّعون أنهم أهل الثقافة والمسرح، أين تكريمكم لأستاذتكم د.فوزية مكاوي؟!
nermin-alhoti@hotmail.com