بقلم: د.نرمين الحوطي
فرديناند ديلسبس هو صاحب مشروع حفر قناة السويس عندما أخذ الفرمان من سعيد باشا عام 1854 ليبدأ مشروعه، وبعد الدراسات الهندسية قام بأخذ فرمان آخر وكان هذا عام 1856 بأن تكون الشركة الفرنسية لها حق الامتياز للقناة ومن يقوم بالحفر هم رجال مصر ومن هنا بدأ مشوار القناة.
في الماضي عندما قام الفرنسيون باستعمار القناة تحت غطاء مقنع اسمه مشروع قناة السويس وراح ضحية ذلك الاستعمار الكثير من رجال مصر في حفرها، وارتوت أرض القناة بدماء الكثير من شموس أرض الكنانة الذين شقوا بأرواحهم للعالم طريقا إلى النور ليظلموا بأيديهم أرواحهم، في ذلك الوقت كان من الصعب أن من يقع عليه الظلم ينادي بحقه من المظلوم، الصبر والصمت هما ما كان يمتلكه الشعب المصري في ذلك الوقت إلى أن أصبح في كل مسكن جرح وثأر من هؤلاء المستعمرين، ومرت سنوات وأعوام، جيل يليه جيل آخر ينتظر متى يأخذ بالثأر ممن قتل أجداده إلى أن أتى يوم تأميم قناة السويس، ذلك اليوم الذي أثلج قلوب الكثير من العرب قبل أهل مصر، فساعة التأميم كانت صفعة رجت أرجاء العالم الغربي ونقطة سوداء في تاريخهم، ومن هنا وإلى تاريخنا هذا كان التفكير من أهل الغرب كيف يثأرون لديلسبس؟
نعم، إن ما نراه الآن على أراضي القناة لا يمت لأمجاد العرب قبل أن يكون من مآثر أرض الكنانة، من القاتل؟ ومن المقتول؟ كلاهما من شباب مصر، اليوم يريد من يريد أن يرجع الصفعة صفعتين لنا، نعم لم ينسوا ثأرهم ولم ينسوا ما فعلناه بديلسبس، في الماضي الظالم مستعمر والمظلوم من رجال حمت المسيح وأمه مريم العذراء سلام الله عليهما، واليوم نجد أننا لا نقدر على أن نقول من القاتل ومن المقتول لأنهما كليهما من خير جنود الله.
كلمة وما تنرد: اللهم ارحم شهداء وأمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
nermin-alhoti@hotmail.com